الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سفير الحب... إسلام بطيء الكلام، سريع في حلّ المشاكل

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
سفير الحب... إسلام بطيء الكلام، سريع في حلّ المشاكل
سفير الحب... إسلام بطيء الكلام، سريع في حلّ المشاكل
A+ A-

هو شاب طموح، في العشرين من عمره. عندما تتحدّث معه تعتقد أنه في سنّ أكبر، يحدثك عن الحب والحياة بمنظور عميق... تجاربه الحياتية أعطته خبرات تفوق عمره بمراحل. وعلى رغم إصابته بنقص أوكسجين أثناء ولادته، أثّر في حركته وكلامه، لكنه يتحدث بعفوية وتلقائية شديدة في الأمور الحياتية، فتعتقد أنه دكتور لوهلة، لكنك تفاجأ بأنه طالب ثانوي... إنه إسلام مدبولي (25 عاماً) المتخصص في الإرشاد الأسري وعلم كيفية الحياة.. "النهار" التقت به للتعرف إلى قصته.

يقول: "أثناء ولادتي، تعرّضت لنقص في الأوكسجين أثّر في حركتي وكلامي، حيث أتحدث وأتحرّك ببطء. وعندما دخلت المدرسة، كنت بداية في فصول ذوي الحاجات الخاصة، لكنني خرجت منها بعد الصف الأول الابتدائي، ودخلت المدارس العامة، حتى الصف السادس الابتدائي، ثم تركتها بسبب أسرتي، إذ كانوا يعتقدون أنني لن أكون شيئاً مهماً، وظللتُ بعيداً عن المدرسة خمس سنوات رغماً عني. كنت صغيراً، فلم أكن أدرك أهمية التعليم. بعدها شعرت أنني أخطأت، وقررت اكمال تعليمي. ظللت عاماً ونصف العام أبحث عن مدرسة تقبلني، لأن سنّي كانت كبرت، فكنت وقتها قد وصلت لعامي السادس عشر،  فدخلت فصول محو الأمية ثم المرحلة الإعدادية. ولأنّ الموضوع كان صعباً بالنسبة إليّ، ظللت في الصف الأول الإعدادي أربع سنوات، وأدرس الآن بالثانوية وأتمنّى الالتحاق بقسم علم النفس في دراستي الجامعية".

يُكمل: "عشقي لعلم النفس لم يأتِ نتيجة الدراسة، ولكنه موهبة. أحاضر في عديد من الندوات واللقاءات في الجامعات والنقابات والمدارس، وأتحدث عن الإرشاد الأسري ومفاهيم مثل السعادة والحب والتفاهم وغيرها، وذلك بناء على مررتُ به في حياتي، كما أنّ لديّ قدرة على حلّ مشاكل الآخرين كأنهم لم يعيشوها من الأساس. كلّ ذلك أعطاني ثقة في نفسي بأنّني سأتمكن من تحقيق ذاتي وطموحي بأنني سأكون شيئاً عظيماً".
"نظرة الناس لي كانت تضايقني في البداية، فكثيراً ما رأيت الشفقة في عيونهم. لكن ذلك خلق بداخلي تحدياً كبيراً، واعتبرت ذلك اختباراً ربانياً، وطردت هذه النظرة من حياتي، لأن الله ميّز كل شخص بقدرات معينة، وميّزني بقدرات أحمده عليها، فقديماً كنت أحزن من نظرة الشفقة، لكن عندما كبرت تحوّل الموضوع إلى تحدٍّ، وزادت ثقتي بنفسي، فعندما كنت أجلس مع بعض الشباب وأتحدث معهم عن مشاكلهم وأحلّها ويبدون إعجابهم بكلامي ويطبقونه، بدأت إعطاء المحاضرات بشكل موسع".
يختم: "بجانب دراستي والمحاضرات التي أعطيها، أعمل "كاشيراً" بأحد المحال، بالإضافة إلى مندوب مبيعات، وأحاول أن أنظّم وقتي وأوفّق بين دراستي وعملي والمحاضرات التي أعطيها. أرفض لقب "معاق". كل منا لديه قدرات خاصة، وأعتبر نفسي متخصصاً في الإرشاد الأسري، ولقّبني كثيرون ممن يحضرون ندواتي بسفير الحب وحلّ المشاكل، وأفتخر بهذا اللقب واعتزّ به كثيراً".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم