الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

FaceApp و#تحدي_العمر: هل يعني هذا أنّ الروس يمتلكون الآن كلّ صوركم؟ FactCheck#

المصدر: "Snopes"
FaceApp و#تحدي_العمر: هل يعني هذا أنّ الروس يمتلكون الآن كلّ صوركم؟ FactCheck#
FaceApp و#تحدي_العمر: هل يعني هذا أنّ الروس يمتلكون الآن كلّ صوركم؟ FactCheck#
A+ A-

قبل اي شيء، تنبيه أوّل. على المستخدمين ان يأخذوا دائما في الاعتبار الخصوصية والأمان، قبل تحميل بياناتهم الشخصية إلى أحد التطبيقات.

في الزعم المتناقل، "إذا شاركتم في "#تحدي_العمر" واستخدمتم تطبيق FaceApp (فايس آب) لتحميل صوركم، فهذا يعني ان الروس يمتلكون الآن كل صوركم".

ما هو صحيح: FaceApp، الشركة التي طوّرت برنامج الشيخوخة وشغلته لتنفيذ #تحدي_العمر Age Challenge الشهير على الإنترنت، مقرّها في مدينة سان بطرسبرج بـ#روسيا. وهي تعمد الى تحميل الصور التي يقدمها المستخدمون، الى الانترنت.

ما هو كاذب: FaceApp لا تأخذ كلّ الصور المخزنة على هواتف المستخدمين عند استخدامهم التطبيق. وهي تصل فقط إلى الصور التي تم تحميلها.

ما هو غير محدد: من غير الواضح ما الذي تخزنه FaceApp في خوادمها، وما الذي تفعله بهذه البيانات.

إليكم القصة:

ابتداء من منتصف تموز 2019، انتشر ما يُعَرف بـAgeChallenge# او #تحدي_العمر على نطاق واسع، لا سيما في اوساط مشاهير استخدموا تكنولوجيا شركة FaceApp، ومقرها في سان بطرسبرج بروسيا، لاضافة التجاعيد والشعر الرمادي الى وجوههم. ولكن اثر تحميل الناس صورهم وهي تظهرهم "مسنّين"، على وسائل التواصل الاجتماعي، حصلت ارتدادات للامر.

بعد أيام على بدء التحدي، اطلق مطوّر البرامج جوشوا نوتزي Joshua Nozzi تحذيرا، في شكل خاطىء، على "تويتر"، من أن تطبيق FaceApp يحمّل كلّ صور المستخدمين من هواتفهم الخليوية، أكانوا اختاروها للتحدي أم لا. ثم انتشرت عناوين مثيرة (كاذبة) تقول إن "الروس يمتلكون الآن كل صوركم القديمة".

قبل ذلك، بلغ الذعر درجة عالية، مع دعوة مشرعين ديموقراطيين إلى إجراء تحقيقات، مع التحذير من إمكان استخدام التكنولوجيا للتدخل في الانتخابات، على غرار ما حصل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

مع ان مقر FaceApp في روسيا، إلا أن "هذا التفصيل وحده ليس مدعاة للقلق"، على قول ويل سترافاخ Will Strafach، الباحث في الأمن التكنلوجي والرئيس التنفيذي لـGuardian Firewall، لأن "أي شخص في أي مكان من العالم يمكنه الوصول إلى خادم والبيانات الموجودة فيه".

حتى الآن، لا يوجد دليل يدعم المخاوف من أن استخدام تطبيق FaceApp# يشكل خطرًا على الأمن القومي. بدلاً من ذلك، تتعلق المخاوف بخصوصية البيانات الشخصية. وقال سترافاخ: "يعتقد العديد من المستخدمين أن الصور التي استخدموها في التطبيق قد تمت معالجتها على هواتفهم. غير ان FaceApp تكون عمدت الى تحميل الصور إلى الانترنت".

وأضاف: "لم يعلم أحد أن هذه البيانات يتم تحميلها، ولم يمكن أي شخص ان يقول ما إذا كان موافقا على ذلك". "كان ينبغي عليهم (اي مسؤولي الـFaceApp) الحصول على موافقة (المستخدمين). وغضب الناس سببه أنه لم يكن لديهم هذا الخيار."

وابدى عدم اعجابه بالبيانات العامة التي اصدرتها الشركة، ردًا على المخاوف بشأن التطبيق، مشيرًا إلى أن هذه البيانات "لم تفعل الكثير لتهدئة المخاوف بشأن ما ستفعله الـFaceApp بالصور بعد تحميلها".

في بيان تم إرساله إلى TechCrunch (لم ترد FaceApp حتى الآن على استفسارات موقع Snopes)، قالت FaceApp إن "الشركة تحمّل فقط الصور التي حددها المستخدمون، وليس كلّ الصور المخزنة في الكاميرا، وإنها تقبل طلبات المستخدمين لحذف البيانات من الخوادم".

واشارت الى "انها لا تشارك أو تبيع البيانات إلى أي طرف ثالث"، قائلة: "رغم أن فريق البحث والتطوير الأساسي للشركة موجود في روسيا، فإن بيانات المستخدم لا يتم نقلها إلى روسيا".

غير ان سترافاخ ابدى انزعاجه من البيان الغامض للشركة بأن "معظم" الصور يتم حذفها بعد 48 ساعة، في وقت لم يقدم المسؤولون في الشركة أي دليل على ذلك. كذلك، أعرب عن مخاوفه بشأن ما إذا كانت لدى الشركة تدابير أمنية كافية لحماية البيانات التي تم جمعها، من القراصنة.

وقال: "لا شيء في تطبيق FaceApp جعلني أشعر بالريبة، الى ان بدأت اقرأ إجاباتهم (اي المسؤولين في الشركة). لا أعرف ما الذي يجب ان اعتقده، لأنهم وحدهم يعرفون ما هو موجود في خوادمهم. هذه هي الخلاصة".

من جهة اخرى، تعرضت "شروط استخدام" FaceApp للانتقاد لكونها واسعة جدًا الى درجة أنها تمنح الشركة نفوذًا واسعًا للقيام بما يحلو لها ببيانات المستخدمين. وقالت كريستينا بانان Christina Bannan، وهي محامية متخصصة بخصوصية المستهلك وأمن البيانات في مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية (EPIC)، إن هذا ليس بالأمر الغريب بالنسبة الى شركة من هذا النوع.

ورأت أن اتفاقية المستخدم user agreement التي تمنح الشركة نفوذا واسعا مؤشر الى مسألة أكبر. "المشكلة هي أن ليس لدينا بالفعل، في الولايات المتحدة، (تشريعا لـ) حماية الخصوصية".

FaceApp ليست جديدة أيضًا. عندما انتشر التطبيق ذاته، للمرة الاولى عام 2017، أثار يومذاك خبراء التكنولوجيا مخاوف تتعلق بالخصوصية. وفي ضوء فضيحة التدخل بالانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016، "انهارت الثقة بالتكنولوجيا، واصبح الناس أكثر تشكيكا في روسيا"، على قول ديفيد كارول، وهو أستاذ مساعد في تصميم الوسائط الاعلامية في "نيوسكول" بنيويورك.

من جهته، رأى بن لام Ben Lamm، الرئيس التنفيذي لشركة Hypergiant للتكنولوجيا والدفاع، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن "أي تجميع شامل للمعلومات الشخصية يشمل ما يشبه أطرافا مجهولة، يجب أن يُنظر فيه بعناية فائقة".

وقال: "FaceApp مقرها في روسيا. ومع هذا، هناك مخاوف تجاه نقل البيانات، وخصوصية البيانات، والوصول الحكومي إلى البيانات. ومع ذلك، وبغض النظر عما إذا كانت لدى الحكومة الروسية نية خبيثة متعلقة بهذه البيانات أم لا، يمكن أي شخص أن تكون لديه هذه النية. ولا فكرة لدينا عن مدى أمان هذه البيانات التي يتعامل معها فريق FaceApp او عدمه. يجب أن يشكّل الانعدام العام لأمن كل بياناتنا مصدر قلق على مستوى الأمن القومي الأوسع، بحيث يجب أن نتصدى له كأمة".

من جهتها، رأت بانان أن "هذا النوع من الفضائح يتفاقم بسبب تخلّف الولايات المتحدة عن الدول الأخرى، لا سيما في أوروبا، في سنّ تشريعات تتعلق بخصوصية البيانات. لكن في الجانب الإيجابي للامر، فإن الكونغرس يصوغ مشاريع قوانين بشأن هذه المسألة".

وقالت: "هناك أمل في أن يصدر الكونغرس شيئاً بهذا الشأن. ويبدو أن هناك التزامًا حقيقيًا من الحزبين (الديموقراطي والجمهوري) بالموافقة على قانون، لكن المناقشات مستمرة الآن". واضافت: "هناك أمل دائمًا في أن تدفع مثل هذه القصص أعضاء الكونغرس على التنبه، والاستعجال في اقرار نص (بهذا الشأن)".

كذلك، اعتبر لام أن انتشار التحدي بهذه السرعة الكبيرة "يظهر سهولة انتشار المنتجات أو الأخبار الخبيثة المحتملة، والتي تبدو ممتعة". ما الذي يمكن أن ينتشر بينما يسرق ايضا معلوماتنا أو يحتمل أن يهاجم أنظمتنا؟ يجب أن نصبح ثقافة تتعلم طرح الأسئلة ونحمي أنفسنا".

باختصار، لا دليل على أن FaceApp قدمت أي معلومات من خوادمها إلى أي طرف ثالث، بما في ذلك الحكومة الروسية.

كذلك، لا يؤدي استخدام التطبيق إلى تحميل كل صور المستخدمين المخزنة في الكاميرا على هواتفهم الخليوية.

لكن كما أشار اليه الخبراء، يكمن القلق الحالي في عدم افصاح الشركة عن تحميل الصور الى خوادمها، وافتقارها إلى الشفافية بشأن ما تفعله ببيانات المستخدمين.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم