لبنان مصاب بداء فقدان المناعة ولا شفاء له إلا بحكومة اختصاصيين

هل بدأ الرئيس ميشال عون يشعر، وإن في قرارة نفسه، بالندم لتأليف حكومة سُمّيت زوراً وبهتاناً "حكومة وحدة وطنية" وهي في الواقع حكومة أضداد وتناقضات لا يلتقي اعضاؤها على رأي واحد، ولا سيما في ظرف دقيق تمر به البلاد وتتطلب مواجهته أعلى درجات التضامن والوحدة في المواقف؟ فلو أنه صار اتفاق مع الرئيس سعد الحريري على تأليف حكومة اختصاصيين منسجمة ومتجانسة لكانت فعلاً حكومة "الى العمل"، لا مثل الحكومة الحالية، حكومة تعطيل كل عمل، وتكون حكومة ائتلاف فعلاً لا حكومة خلاف...الواقع أن لبنان مصاب بداء فقدان المناعة سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً وأخلاقياً، وهو في حاجة الى طبيب اختصاصي لمعالجته لا الى طبيب ليس هذا من اختصاصه. فلو أن لبنان كان يُحكَم الآن بحكومة اختصاصيين لكانت موازنة 2019 أُقرت بسرعة في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب، وكانت فعلاً موازنة متوازنة وإصلاحية، وكانت تألفت بسرعة بعيداً من سياسة المحاصصات والخلاف على...