الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

البناء الفكري لأنطون سعادة: قراءة واقع واستقراء المستقبل

عبد الهادي محفوظ
Bookmark
A+ A-
في خطاب عودته إلى لبنان في 2 آذار 1947 قال المعلم أنطون سعادة: "إن إنقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم. إن الخطر اليهودي على فلسطين هو على سوريا كلها. هو خطر على جميع هذه الكيانات".كلامه هذا يحمل نوعا من الاستقراء للواقع الذي نحن فيه. ففي مقاربات المحافظين الجدد ندرك موقع سوريا الطبيعية وبلاد الشام والهلال الخصيب في حسابات الغرب الأميركي والأوروبي، وقد عبَّر عن هذه المقاربات بعد الاحتلال الأميركي للعراق مُنظِّر المحافظين الجدد ريتشارد بيرل في كتاب له عندما اعتبر أن من يضع يده على بغداد يضع يده على بلاد الهلال الخصيب. التوجه التقسيمي الأميركي لبلاد الشام هدفه وفقا للمحافظين الجدد قيام دولة اسرائيل القوية، التي بحسب اعتقادهم هي المدخل لعودة المسيح. وما نشهده حاليا من حرب كونية على سوريا هدفه ضرب موقع سوريا وموقفها اللذين يستندان إلى فلسفة أرساها الرئيس الراحل حافظ الأسد تقوم على الربط بين ما هو وطني وما هو قومي، وعلى اعتبار القضية الفلسطينية محورية لبلاد الشام والعرب جميعا.الحرب الكونية على سوريا هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي للمنطقة وتهيئة الأجواء لصفقة القرن. والملاحظ أن دول الهلال الخصيب لم تشارك في مؤتمر البحرين. ولذا لن تمر هذه الصفقة، خصوصا أن هذه الحرب الكونية فشلت ومعها حرب التكفيريين ومشاريعهم التفتيتية لوحدة الأمة.أنطون سعادة قرأ مبكرا ما يريده الغرب الأميركي والأوروبي لبلاد الشام، فكان هاجسه بناء المواطن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم