الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نهايات جديدة لقصص خارج الواقع

بهاء إيعالي
نهايات جديدة لقصص خارج الواقع
نهايات جديدة لقصص خارج الواقع
A+ A-

كانَ من المفترضِ أن أولدَ حرّاً

لو أنّني لم أتواجد هنا

لو أنّني تكوّنتُ غريباً عنّي

كسرطانٍ يكسو براعمَ أوركيديا هرِمة

ربّما فكّرتُ يوماً

بل تخيّلتُ لو بصقتني السماءُ غيمةً

لما عانت أمّي مخاضَ هبوطي.

***

بين بقايا الموتِ واللاموتِ

أمضغُ فتاتَ الزمنِ الرديءِ

أتفرّسُ بخطوطِ الجثثِ أحياناً

ولا أجنّدُ الخفَّةَ

لتبتعدَ بظلالي نحو الأبديّة.

لا زلتُ هنا

أرمّمُ الحقول والسهول بابتسامةٍ صفراء

علّني أعثر على ممسحةٍ لجسدي المُغَبّر.

***

أنا؟ من أنا؟ من أكون أنا؟

لا أحد يسألني هذه الأسئلة

فلا زلتُ هنا ألمّعُ الطرق بحذائي المثقوب.

من أكونُ أنا؟

لعنةُ جفافٍ كانونيّ

من أنا؟

ابن الشوك والورد والتراب

ابن الوطن والمنفى

واللاوطن واللامنفى

لي تفاصيلُ كثيرةٌ من سكاكين الشمسِ وأزهار الياسمين

وخلودٌ بين أبابيل النسيان.

***

بصحبة الزمان والمكان الأخيرين

انقلبت على الشيء واللاشيء

أوقفت نفسي

وحبكت نهاياتٍ جديدةً لقصصي الخارجة عن الواقع؛

فأنا في السنوات الكبيسة جافٌّ كالإسمنت فوق رصيفٍ قديم

أحتكرُ أقدام العابرين

وأطرح أمانيهم في زاويتي المنتنة.

***

لا زلتُ واقفاً كأبله خلف الزجاج

أراقبُ ندبات الثلج وزحلقاتها،

أحاولُ بصمتٍ أن أسمع طبقات صراخي التي لا يسمعها إلا الذبابُ والذئاب.

أنا صديق الخيبة

ومرآتها الناصعة البياض

أستيقظُ معافىً من الأمل

حرّاً منّي

أحلمُ بنيسانٍ لا فرحَ فيه

لا حزن فيه

لا شيء فيه.

أنا الحيُّ الميّت

ولموتي استمرارٌ آخر

لموتي حلم الذباب ألّا تصطاده الحرباء.

أنا الحيُّ الميّت

ولحياتي استمرارٌ آخر

لحياتي حلمُ مومسٍ بالتوبةِ دون أن تجدها.

للسماء وجوهٌ كثيرة، غير أنيّ لستُ أدري إن ارتديتُ واحداً منها ثمَّ أفلتَ كنغمِ هابيل.

لستُ أدري.

اقرأ أيضاً: أقولُ وداعاً لنفسي التي تساقطت كندباتِ المطر على الشبّاك

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم