بعد الخطوة الأولى: إطلاق أول محطة استخدام للأقمار الصناعية "نانوستالايت" في لبنان

بعد الخطوة الأولى التي أقامها المجلس الوطني للبحوث العلمية بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية وبعثة الاتحاد الأوروبي في #لبنان، لإطلاق البرنامج التدريبي الوطني "CUBESAT Technology" نحو تطوير أول قمر صناعي لبناني من فئة "NanoSatellite"في نيسان الماضي، أقيم صباح اليوم في السراي الحكومي الاحتفال الختامي لهذا المشروع ضمن برنامج الدعم التقني للحكومة اللبنانية، الذي يموّله الاتحاد الأوروبي وتنفّذه شركة Crown Agents، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وقد مثلته وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق، في حضور ممثل سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن رئيس قسم الحكومة والأمن في الاتحاد رين نيلاند، الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة، وخبراء وباحثين دوليين وطلاب من 12 جامعة لبنانية.

ويهدف هذا المشروع إلى تطوير تكنولوجيا الفضاء الـ NanoSatellites، وهو واحد من أهم محاور الفضاء الجديد، المعتمدة في العديد من الدول النامية، للمساهمة عبر الأقمار الصناعية بتوفير خدمات مميزة لتطوير عمل المؤسسات الحكومية والخاصة، بالاعتماد على الإمكانات التقنية التي توفرها علوم الفضاء.

ويعتبر CUBESAT من الأقمار الصناعية النانومترية التي توفّر التدريب العملي والفنّي لطلاّب الهندسة في مجالات تصميم الأقمار الصناعية وتركيبها واختبارها وتشغيلها، وهو يلقى إقبالاً في قطاع صناعة الفضاء التي تهتم بها الحكومات والمؤسسات التعليمية والبحثية على السواء.

وبحسب حمزة، فقد تضمنت المرحلة الأولى من هذا البرنامج الوطني، الذي نفذ بالتعاون مع الجامعات اللبنانية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، ورش تدريب متخصصة لمدة ناهزت الخمسين يوم عمل، بإشراف خبراء دوليين من تركيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وشمل برنامج التدريب المراحل الآتية:

- التدرّب على نموذج هندسي متطوّر يحاكي القمر الصناعي من فئة الـ NanoSatellite

- التدرّب على برامج الكومبيوتر الخاصة المستخدمة عالمياً لدراسة أي مهمة فضائية يقوم بها القمر الصناعي وتحليلها.

- التدرب على تركيب محطة اتصالات أرضية مع الأقمار الصناعية من فئة الـ NanoSatellite الموجودة على ارتفاع 400 إلى 900 كيلومكتر، والعمل على تشغيل هذه المحطة من الباحثين والطلاب اللبنانيين".

ونوه حمزة بالجهود الطيبة للخبراء الدوليين الذين أشرفوا باحتراف عالٍ على برنامج التدريب، والذين حضروا إلى لبنان من مراكز الفضاء الدولية وشركات خاصة حققت إنجازات عالمية في تصميم الأقمار الصناعية NanoSatellites، وهم: البروفسور عليم رستم أصلان، مدير "مختبر أبحاث وتصميم أنظمة الفضاء"، جامعة إسطنبول التقنية - تركيا، البروفسور بيتر فان ويرت، نائب رئيس قسم المختبرات والبحوث في مجال الملاحة الفضائية في أكاديمية القوات الجوية الأميركية - الولايات المتحدة الأميركية، البروفسور مارتي فرانس، كبير المستشارين التقنيين في شركة سنتوري، كولورادو - الولايات المتحدة الأميركية، البروفسور فرناندو أغوادو، أستاذ هندسة الفضاء وتصميم أنظمة الفضاء في قسم نظرية الإشارة والاتصالات، جامعة فيغو - إسبانيا، والبروفسور فابيو سانتوني، أستاذ أنظمة الفضاء الجوي في قسم الملاحة الفضائية، جامعة روما، ومدير مختبر أنظمة الفضاء الجوي".

ويسعى المجلس، عبر مركزه الوطني للاستشعار من بُعد، إلى إنشاء وحدة بحثية مشتركة بين المجلس والباحثين المعنيين الذين شاركوا في برامج التدريب، وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة توفر القاعدة العلمية والتقنية اللازمة للمبادرات المستقبلية في هذا المجال.

وفي هذا الإطار، قال مدير المركز الوطني للاستشعار عن بُعد غالب فاعور لـ "النهار": "نعمل من خلال هذا البرنامج على تأمين أجهزة مختصة لتدريب الطلاب عليها، كما سنقوم في نهاية الشهر الحالي بتركيب وإطلاق اول محطة استخدام للاقمار الصناعية "نانوستالايت " في المركز الوطني للاستشعار عن بُعد في المنصورية، وهو جزء من البرنامج الذي نعمل عليه لتأمين الاتصال مع أي قمر صناعي قد نطلقه في المستقبل لنستفيد من المعلومات التي سيرسلها".

وأضاف فاعور:" الهدف لرئيسي خلال الفترة الحالية هو تكوين فريق بحثي مهتم. اليوم لدينا مجموعة بحثية من أساتذة وطلاب قادرة في المستقبل القريب على العمل على متابعة الإشراف على إطلاق أول قمر صناعي لبناني نانوستالايت".

من جهته، قال نيلاند: "اليوم نحتفل بإنشاء أول قمر صناعي لبناني، وهو أمر يسعدنا كثيراً ويجعلنا نشعر بالفخر، لأننا نستثمر للمستقبل".

وتابع: إن تكنولوجيا الأقمار الصناعية هو موضوع مهم للبنان، والاتحاد الأوروبي يدعم دائماً الأبحاث العلمية والتكنولوجية وجميع الابتكارات".

ولفت إلى أن "من شأن هذه التكنولوجيا أن توفر فرص عمل للمجتمع اللبناني ولتطوير اقتصاده وتوفير وسائل جديدة للسوق اللبنانية".

أما الوزيرة شدياق فنوهت بجهود فريق العمل، لا سيما جهود المجلس الوطني للبحوث العلمية لتطوير تقنية CubeSat وقالت: "تهدف وزارة التنمية الإدارية إلى الاستثمار في الموارد البشرية للحكومة اللبنانية بمن في ذلك موظفو الوكالات المستقلة العامة كالمجلس الوطني للبحوث العلمية. لهذا السبب، سعينا من خلال مشروع بناء القدرات هذا إلى تعزيز مهارات موظفي المجلس بمشاركة الباحثين وطلاب الجامعات لتمهيد الطريق لبرنامج الفضاء اللبناني".

وتخلّل الاحتفال الختامي طاولة مستديرة حول الفرص والتحديات نحو تطوير برنامج وطني لتكنولوجيا وعلوم الفضاء في لبنان، أدارها  الدكتور غالب فاعور، وشارك فيها ممثّل شركة " Crown agents" الدكتور بيتر سلوم، ونائب رئيس قسم المختبرات والبحوث في مجال الملاحة الفضائية في أكاديمية القوات الجوية الأميركية الدكتور بيتر فان ويرت، وكبير المستشارين التقنيين في شركة سنتوري-الولايات المتحدة الأميركية الدكتور مارتي فرانس، ومدير مختبر أبحاث وتصميم أنظمة الفضاء في جامعة اسطنبول التقنية الدكتور عليم رستم أصلان.

وقد نوّه المحاورون بتميّز الكفاءات العلميّة اللبنانية، وبتوافر الخبرات المطلوبة والإرادة والعزيمة عند الباحثين والطلاب المشاركين في البرنامج مع الحاجة إلى تعزيز أنظمة إدارة البرامج الفضائية وتطويرها وتنفيذها. كما لفتوا إلى تنوّع تطبيقات الأقمار الصناعية من فئة Nanosattelite" في مجالات بيئية، وإنمائية، واجتماعية مختلفة في خدمة المجتمع وفي توفير نوعية حياة أفضل للمواطنين. كما أوصى المحاورون بضرورة العمل والاستمرار في هذا المشروع كي ينجح لبنان في إطلاق القمر الصناعي الأول من فئة " Nanosatellite" في المستقبل القريب.

في الختام، وزّعت شهادات على المشاركين في البرنامج التدريبي، وهم 50 جامعيًّا وباحثاً من 12 جامعة لبنانية في اختصاصات هندسية وتقنية مختلفة.