تشيكيا تكتشف يوسف شاهين! (فيديو)

تاريخياً، كان حضور السينما العربية في مهرجان #كارلوفي_فاري جدّ خجول. يعود هذا إلى أسباب عدة، منها الانغلاق الذي كانت ولا تزال تعيشه جمهورية تشيكيا (حالياً بنسبة أقل) على الثقافات البعيدة، جراء الارث الاشتراكي. في الأصل، تأسس المهرجان للترويج للفنّ السوفياتي. الا ان "الربيع العربي" شد انتباه منظّمي هذا الحدث الكبير إلى المنطقة العربية التي لطالما كانت علاقتهم بها فاترة، لا بل لا يعرفون عنها الكثير خلافاً للفرنسيين أو البريطانيين الذين استعمروها.

لذلك، شهد كارلوفي فاري منذ بضع سنوات زحفاً للسينما العربية في أقسام مختلفة. وتكلل هذا الاهتمام المفاجئ الذي لم تر المدينة التشيكية مثيلاً له بتنظيم "اسبوع للسينما اللبنانية" في العام ٢٠١٥، وها انه تطوّر هذهالسنة ليغدو استعادة معتبرة لأفلام أحد معلمي السينما العربية وأوسعهم شهرةً في الغرب: الاسكندراني يوسف شاهين (١٩٢٦ - ٢٠٠٨).

اعتبر المدير الفني للمهرجان كاريل أوخ ان أوروبا الشرقية (المتمثّلة في تشيكيا في هذه الحالة) تأخرت في اكتشاف موهبة من مثل شاهين، وما التحية له سوى تعويض لهذا التقصير. بناءً على هذا، تم اختيار ١١ فيلماً شاهينياً لعرضها في المهرجان، كلها خضع لترميم وتنقيح بمستويات مختلفة، اذ جرت العمليات في كلّ من فرنسا وإيطاليا ومصر. تاريخ إنتاج الأفلام المختارة يتراوح بين ١٩٥٠ و١٩٨٦. بعضها معروف جداً في الغرب كـ"باب الحديد" (١٩٥٨) وبعضها الآخر كـ"إسكندرية… ليه؟"(١٩٧٨) أمسى محط اهتمام عند العديد من الذين معلوماتهم عن السينما العربية جد محدودة.

في هذه المناسبة، أُقيمت حلقة نقاشية عن شاهين وأفلامه، امتدت إلى حياته الشخصية ومواقفه السياسية التي نتذكّر جيداً كم كان يعبّر عنها بشغف وانفعال وغضب، وصولاً إلى علاقته بالنظام المصري والحلم الأميركي الذي داعبه وناهضه في آن واحد. شارك في هذا الحوار كلّ من جوزف فهيم، المسؤول عن احضار الافلام إلى كارلوفي فاري، وماريان خوري، المخرجة والمنتجة التي تربطها بشاهين صلة دم، فهي ابنة شقيقته التي أمضت جزءاً من حياتها تعمل على حماية ارثه، وها انها تلف العالم اليوم لتعرّف الأجيال الجديدة بنتاج خالها، بدءاً من المشاركة في الاستعادة التي أُقيمت له العام الماضي في السينماتك الفرنسية.

لمرافقة هذا الحدث، أجرت "النهار" لقاءً مصوّراً مع ماريان خوري للحديث عن تجربة ترميم أفلام شاهين وعرضها حول العالم.