الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لتحويل النفايات إلى مورد قيّم Turba Lebanon

المصدر: "النهار"
مارسل محمد
مارسل محمد
لتحويل النفايات إلى مورد قيّم Turba Lebanon
لتحويل النفايات إلى مورد قيّم Turba Lebanon
A+ A-

"الحفاظ على البيئة ليس هواية بل مشكلة تؤثّر على حياتنا اليومية وهوائنا ومياهنا وطعامنا"، بهذه الكلمات ختمت المؤسسة المشاركة في Turba Lebanon حديثها لـ "النهار" بعد حوار طويل عن الشركة وأهدافها وطموحها، وأيضاً عن البيئة ومصير النفايات في لبنان. كثُرت الأخبار والتقارير سابقاً عن حاجة البلاد إلى حلّ مستدام لأزمة النفايات التي نعاني منها منذ عقود، والتي برزت نتائجها خلال السنوات الماضية، ولكن لم نجد البديل، وحتى اليوم يستمر الحديث عن المطامر والمحارق، في حين تبرز مبادرات عدة عند الشباب اللبناني كمحاولة للتخفيف من أضرار النفايات بالتعاون مع البلديات أو جهات "محدودة" في منطقتهم أو حيّهم.

تصنع شركة Turba Lebanon الناشئة التربة من المخلّفات العضوية للشركات وتبيعها كتربة، أما حالياً وقبل البدء بالناحية التجارية يعملون مع بلديات لتوفير حلّ كامل بالتعاون مع جهات مختلفة، للنفايات وليس فقط العضوية، نظراً إلى وجود مواد لا يمكن إعادة تدويرها في النفايات التي تُفرز. وبدأ المشروع بعد أن قرر الثلاثي ديانا حلواني، علي اسماعيل وكريستوف مارون تحويل العملية التي يقومون بها في منازلهم إلى مشروع أكبر يضم منطقتهم بكاملها، فهم باستمرار يحوّلون النفايات العضوية إلى تربة في منازلهم ويحدّون من نسبة النفايات التي تفرزها منازلهم. وكنقطة تحوّل في هذا المجال، شاركوا في برنامج مختص بريادة الأعمال في مجال الاستدامة والمياه والنفايات العضوية وغيرها من القضايا البيئية في الشرق الأوسط، حيث توفرت لهم فرصة التدريب في الأعمال.

ومن بعدها تلقوا دعماً مالياً من برنامج مدعوم من UNDP إثر مشاركتهم في منافسة بين الشركات الناشئة، بقيمة 50 ألف دولار لتنفيذ مشروع في عرمون، وهم اليوم بانتظار أن يستلموا المال حتى يتمكّنوا من استعمال التربة لزرعها في أرض مجاورة لمطمر الناعمة، والتي خرّبتها الكسارات.

العمل حالياً يتطلب جهداً كبيراً من المؤسسين، إذ عليهم التعاون مع اتحاد البلديات وكسب موافقتهم على البدء بالمشروع، وكخطوة أولية قدّموا للبلديات والمعنيين تصوّراً عن الفكرة، ونظّموا ورشة عمل لأهالي حيٍّ في المنطقة بعد أن أُعطيت لهم المعلومات المطلوبة، وقام 11 منزلاً بوضع نفاياتهم في براميل خاصة وُضعت خارجاً، ومن ثمّ تم تحويلها إلى تربة. واعتبرت حلواني أنّ هذه المبادرة أظهرت الوعي الكافي عند الأهالي على أهمية التخمير وآثاره الإيجابية على البيئة وحياتهم أيضاً، مؤكدةً أنّها عملية سهلة ولا تحتاج إلى تقنيات عالية.

أما عن سبب تسمية الشركة بـ Turba Lebanon، فهو نتيجة النظرة الخاطئة لمجتمعنا عن كلمة "Compost"، خصوصاً بعد أن قامت بعض الشركات بإنتاجه مع الزجاج والورق ما يعدّ ضارّاً، وهنا تكمن أيضاً أهمية الإدارة الجيّدة لعملية التخمير والرقابة على كل مرحلة. لذلك أقامت Turba Lebanon أيضاً شراكة مع منظمة محلية تدعى "الجمعية الثقافية الاجتماعية" في عرمون، والتي قدّمت لهم الأرض المجاورة لمطمر الناعمة بالمشاركة مع دير مارجرجس.

في الختام، وبعد كافة المبادرات والشركات التي ظهرت سابقاً، لا يمكن أن يقوم شخص واحد بمفرده بإيجاد حل لمشكلة النفايات، على حد تعبير حلواني، لذلك تسعى مع شركائها إلى التعاون مع كافة الجمعيات المعنية. وعلى أمل النجاح لـ Turba Lebanon والشركات المحلية المماثلة، هل سيكون المسؤولون ومشاحناتهم السياسية عائقاً في وجه التغيير والحفاظ على البيئة في لبنان ككل مرة، أم سيشفقون على حالنا وحالهم ويكونون داعماً ولو معنوياً فقط؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم