الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - الفلسفة والديمقراطية وكرامة الإنسان

Bookmark
أرشيف "النهار" - الفلسفة والديمقراطية وكرامة الإنسان
أرشيف "النهار" - الفلسفة والديمقراطية وكرامة الإنسان
A+ A-
يتزايد اهتمام منظمة "الاونيسكو" بالفلسفة، لا لان الاونيسكو تؤيد مذهبا فلسفيا معينا وتسعى الى نشره بين شعوب العالم، بل لأنها ترى ان الفلسفة ضرورية جدا للسلام والتعاون والتقدم على مستوى الكرة الارضية كلها. ومن الدلائل القوية على ذلك، الندوة التي انعقدت في باريس، في اواسط شهر شباط الماضي، حول "الفلسفة والديموقراطية في العالم". دعت الاونيسكو الى هذه الندوة فلاسفة من مختلف اقطار العالم، اساتذة وباحثين ورؤساء جامعات، فشارك ممثلون عن 18 بلدا، ينتمون الى مدارس وتقاليد فلسفية متباينة. وكانت نتيجة الدراسات والمناقشات بيانا عاما عن العلاقات بين الفلسفة والديموقراطية في العالم اليوم، واعلانا يعرف باسم "اعلان باريس من اجل الفلسفة". وتعليقا على هذه الندوة ونتائجها، نورد هذه الملاحظات بهدف جعل موضوع "الفلسفة والديموقراطية" في قلب المناقشات الدائرة حاليا حول الديموقراطية في العالم العربي. 1- تمارس منظمة "الاونيسكو" مسؤوليتها الطبيعية عندما تسعى بمختلف الوسائل الى تعزيز السلام والتعاون والتقدم في العالم من طريق التربية والثقافة والعلوم، وخصوصا من طريق الدعوة الى اعتماد الفلسفة في التربية والتعليم، وفي السياسة، وفي التفكير في مستقبل البشرية. ولكن الاونيسكو لا تستطيع الوصول الى اهدافها، الا بقدر ما تتجاوب مع دعواتها وتوجيهاتها الدول المنتسبة اليها، والمنظمات الخاصة بهذه الدول. من هذه الناحية، يبدو لنا ان اهتمام الاونيسكو بالفلسفة ينبغي ان يكون حافزا لمنظمات عربية عدة، وفي طليعتها المنظمة "العربية للتربية والثقافة والعلوم"، يدفعها الى التفكير في وضع الفلسفة في العالم العربي، والى العمل في سبيل تعزيزها والاستفادة منها. ان توصيات الاونيسكو تأخذ في الاعتبار وجود مناطق وبيئات ثقافية متباينة في العالم. فمتى تبادر منظمة عربية، مثل المنظمة "العربية للتربية والثقافة والعلوم"، الى متابعة واكمال ما قامت به الاونيسكو حول "الفلسفة والديموقراطية في العالم"؟ وفي الواقع، ان مسؤولية المنظمة "العربية للتربية والثقافة والعلوم" في هذا المجال اعظم من مسؤولية المنظمات والجمعيات القطرية او المتخصصة في العالم العربي. ففي استطاعة الجمعية الفلسفية العربية، مثلا، اقامة ندوة او برنامج عمل سنوي حول العلاقات بين الفلسفة والديموقراطية. الا ان موقع هذه الجمعية وتأثيرها في الثقافة العربية اقل شأنا مما تتمتع به المنظمة "العربية للتربية والثقافة والعلوم". فالاونيسكو تلفت الانتباه الى ضرورة الاهتمام بالفلسفة على صعيد التربية والتعليم، لان التربية والتعليم مجال مركزي في حياة الشعوب وتطورها. واي منظمة عربية اقدر من المنظمة "العربية للتربية والثقافة والعلوم" على البحث في مجال التربية واقتراح التوجيهات والبرامج الملائمة لتطور الشعوب العربية في العقود الآتية؟ نحن ندرك الصعوبات والقيود التي تحول، في الوقت الحاضر، دون مبادرة المنظمة "العربية للتربية والثقافة والعلوم"...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم