الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - مشروع الحريري الاعماري في سياقه السياسي والاقتصادي

المصدر: أرشيف"النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - مشروع الحريري الاعماري في سياقه السياسي والاقتصادي
أرشيف "النهار" - مشروع الحريري الاعماري في سياقه السياسي والاقتصادي
A+ A-
في السياق السياسي لا يزال النقاش الاقتصادي في لبنان على رغم طغيانه الظاهري على المساجلات السياسية منفصلا عن الممارسة السياسية بيومياتها "الصغيرة" وخلافاتها غير "الاقتصادية" فالسياسة في مكان والاقتصاد في مكان آخر!... صحيح ان الجسور بينهما مفتوحة، ولكن آلية السياسة تحركها عوامل اخرى، لذلك يبدو الكلام عن الاقتصاد في البرلمان وفي الاعلام مجرد "ارقام" واحصاءات متفاوتة يتقاذفها اللاعبون السياسيون ككرة القدم، في بلد فُقدت فيه منذ العام 1975، مراكز الاحصاء ووزارة التصميم والمحاسبة الوطنية العامة... وهكذا يبدو هذا الكلام الكثيف عن الاقتصاد مجرد صراع سياسي على الحكم وعلى النفوذ السياسي او على الزعامة الفردية من دون اي مضمون حقيقي او برامج اقتصادية - اجتماعية بديلة... كما ان الفكر السياسي - الاقتصادي موزع ومتناثر دراسات وابحاثا ومحاضرات وندوات كثيرة حتى انك تسمع كل يوم محاضرات او ندوات عدة ولكن هذا "النتاج" هو على صعيد الكم لا النوع لانه لم يبلور اي مشروع او تيارات عامة مختلفة، حتى يمكن القول اننا على الصعيد الفردي نملك عقولا سياسية واقتصادية ممتازة ومبدعة، ولكن على الصعيد الجماعي (المؤسسات والاحزاب والحركات السياسية) لا نملك شيئا يذكر! واذا ملكنا "بعضه" فقدناه في خضم "الصراعات الصغيرة واليومية"!... فالحرفية (الفردية) من الحرفة قبل الصناعة تسود العمل السياسي كما تسود الفكر السياسي - الاقتصادي. وهكذا نفتقد تعدد المشاريع المستقبلية والصراع السياسي المرتبط ببرامج محددة! صحيح ان رجال السياسة في "جمهورية الطائف" هم من طينة الزعماء التقليديين الذين عرفهم لبنان في السابق، ولكن المشكلات والمعضلات الاقتصادية التي يعانيها لبنان اليوم غيرها في السابق حيث كان "الانفصال" بين المستوى السياسي والمستوى الاقتصادي يغطّيه نشاط اللبنانيين الفردي ومميزات نظامهم الاقتصادي الحر المنفلت وانكشاف اقتصادهم على "الخارج" ودور لبنان انذاك المتفوق في "صحراء" من الاقتصادات والاوضاع العربية الضعيفة التكوين والبنيان والمحتاجة الى خدمات اللبنانيين كأفراد. والى دور لبنان العام من التعليم الى الصحة والى التجارة والاستيراد وغيرها من المجالات المفقودة اليوم! ولكن هذه الآلية السياسية اصبحت متخلفة بعد الحرب وبعد قيام الجمهورية الثانية على رغم جديدها وبعض القيادات الشابة التي حشرتها الآلية التقليدية الموروثة في زاوية من صراخ المواقف لا صياغة البرامج العامة... وهكذا كان رجال السياسية يجرون "عربة الطائف" الى السلام الاهلي والامن وما شابه ذلك من دون ان يحددوا مهمات معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب، وعن تأخر لبنان الاقتصادي على مختلف الصعد وخصوصا على صعيد "البنية التحتية"! واعاد رجال السياسة نمط الممارسة السياسية الى ما كان عليه قبل الحرب، وانتظروا هبوط المساعدات المالية من الصناديق العربية والدولية عليهم، وكان الكثيرون يعتقدون انه بمجرد تدفق هذه المساعدات سيعود لبنان الى ما كان عليه من دون ان "ينتبهوا" الى ان تخلف لبنان وصل الى حد العجز المتراكم على كل صعيد من الخدمات والتعليم والتكنولوجيا وشيخوخة المؤسسات العامة والادارات الحكومية... ولم تأت المساعدات بالطبع، ولن تأتي، ولكن عقلية ان "المساعدات" هي التي ستنقذ لبنان من اوضاعه المتردية اقتصاديا ظلت توجه سياسة الحكم حتى اندلعت الازمة النقدية المعروفة في اواخر عهد الرئيس عمر كرامي... وهكذا في ظل فراغ سياسي - اقتصادي برز "مشروع الاعمار الحريري" كباب وحيد مفتوح امام الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحادة... ولم يكن هناك - بغض النظر عن الحسابات السياسية المحلية والاقليمية -...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم