الزهايمر "أنا وتيتا"... من نسيج الواقع

قرّر الممثل والمخرج المسرحي اللبناني الفرنسي يان دولاج أن يقدّم عملاً مسرحياً جديداً من الواقع المجتمعي يبدأ عرضه مطلع الشهر المقبل في عدد من المناطق اللبنانية. فاختار المضي بالمونودراما التي يقدّمها في أعماله بعنوان الزهايمر "أنا وتيتا"، تحمل توقيعه كتابة وإخراجاً وتمثيلاً، وسيعود ريعها للجمعيات الخيرية في لبنان.

جدته، مريم الحاج هي ممثلة منذ 50 عاماً، عاشت تلك المرحلة الذهبية في عمرها الفتي وأُسندت إليها أدوار عدة، إلى أن زال هذا الوهج وتقلّص الطلب عليها درامياً من شركات الانتاج بسبب تقدّمها في السنّ. يان، هو حفيد الـ"تيتا" التي تعيش خيبات بسبب استبعادها عن عالمها المهني، وقلقها من طردها من منزلها بسبب قانون الايجارات الجديد وصولاً إلى شوقها لأولادها الذين اختاروا الغربة ملاذاً لهم. هذه العوامل مجتمعة دفعت بمرض الزهايمر يتسلل إليها رويداً رويداً، حتى أتاها حفيدها في أحد الأيام، جالباً معه أحد المنتجين في عرض عمل علّه يعيدها من عزلتها القسرية، ليفاجأ بما أصيبت به جدته.

يؤكد دولاج أن العمل يشهد أحداثاً درامية – كوميدية يحاول فيها حفيد التيتا إعادة الأخيرة ويخلّصها مما كانت على وشك الدخول فيه. ويعلّق لـ"النهار": "أردت أن أقدم عملاً من نسيج الواقع، فيعزّ عليّ أن أشهد في لبنان على عزل بعض الممثلين بسبب كبر سنّهم، في حين أنّ هذه المعادلة لا وجود لها في الدول الأجنبية التي ترى في تقدّم الممثل في السن زيادة في الخبرة". ويضيف: "أردت تسليط الضوء على المعاناة في ما يتعلق بقانون الايجارات الجديد وهجرة الشباب من لبنان والأثر الذي باتت هذه المشاكل تعود به على أصحابها".