السفير البابوي في طرابلس وعكار: "لقاءات محبة وصداقة" (صور)

بدعوة من راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، جال السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتاري في مدينة طرابلس القديمة وقلعتها الأثرية، الى اسواقها القديمة، والجامع المنصوري الكبير.

ورافقه في الجولة النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور انطوان مخايل، والسكرتير العام في السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس، والأب ماركو ماستورياني، وامين سر المطرانية الخوري جوزف فرح، والخوري عبود جبرائيل، والخوري سيمون جبرايل، ومسؤول الاعلام والعلاقات العامة في الابرشية فريد بو فرنسيس.

وأبدى السفير سبيتاري اعجابه بما شاهده وسمعه في القلعة الأثرية. واثنى على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال التي استقبله فيها ابناء المدينة، خاصة في الجامع المنصوري الكبير.

عكار

وتابع السفير البابوي جولته الشمالية، بزيارة الى محافظة #عكار بالمشاركة في اللقاء الروحي الذي انعقد في دار المطرانية المارونية في القبيات بحضور المفتي الشيخ زيد زكريا، المطران جورج بو جودة، المطران ادوار ضاهر راعي ابرشية طرابلس وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك، عضو الهيئة الشرعية للمجلس الاسلامي العلوي الشيخ حسن حامد، وفاعليات دينية واجتماعية. 

بداية القى المطران بو جودة كلمة أكّد فيها أنّ "زيارة السفير الباباوي جوزف سبيتاري مناسبة للقاء وعكار هي مركز تفاهم ومحبة، واللقاءات الروحية الدورية تؤكد على العيش الواحد في لبنان وعكار"، مشيراً إلى أنّ "هذه اللقاءات يجب ان تتوسّع لتصل الى شريحة واسعة من الناس. إنها لقاءات محبة وصداقة". 

ثم كانت كلمة للمفتي زكريا استهلها بالترحيب بالسفير البابوي، ووجّه نداء الى السياسيين بأن يتحلّوا بروح الحكمة والمحبة والتسامح والابتعاد من الخطابات السياسية المتوترة التي نحن بغنى عنها"، ولفت زكريا الى اهمية وثيقة ابو ظبي الناتجة عن لقاء البابا وشيخ الازهر، وأكّد على انها مرحلة من مراحل للعيش الواحد الآخذ بالاتساع على صعيد العالم، وقال: "نحن متفائلون، فلقاءاتنا الروحية لقاءات فطرية نابعة من اصالة حياتنا وتربيتنا". 

ثم كانت مداخلة للشيخ حسن حامد رحّب في مستهلها بالسفير سبيتاري في ربوع عكار، وقال: "هذا اللقاء اليوم خير تعبير عن طبيعة هذه اللقاءات التي تعبر عن عمق روابط الأخوة والمودة والمودة، واننا ندعو السياسيين أن يتّقوا الله ويخافوه، كما ندعو الى نبذ الفتن ولأن يعمّ الامن والامان ربوع هذا البلد". 

ختاماً، كانت كلمة للسفير البابوي سبيتاري الذي شكر الجميع على حفاوة اللقاء، وقال: "أتمنى على اللبنانيين ان يواصلوا دائماً تقديم هذه الشهادة العظيمة لهذه الاخوة القائمة بين كلّ الجماعات والطوائف. علينا كرجال دين وإيمان العمل وبشكل متواصل من أجل السلام والمحبة والأخوة. واذا تطلعنا الى تاريخ لبنان، فسنجد أنّ أيام السلام والمحبة فيه كانت اطول من أيام الحرب والخصومات. إنّنا اليوم في زمن السلام، ونحن معكم لتدعيم بناء السلام والاخوة والمحبة". 

وختم بنقل تحيات وسلام البابا الى الجميع والتأكيد على كل التوصيات التي وردت في وثيقة ابو ظبي حول الاخوة والمحبة والسلام.

ثم قدم المطران بو جودة درعا تقديرية للسفير البابوي، كما قدم مراسل "النهار" في عكار الزميل ميشال حلاق للسفير سبيتاري مطويات وكتباً تحاكي  تاريخ عكار واثارها التاريخية والدينية، ومميزاتها الطبيعية وتشجع على السياحة البيئية والاثرية، أملاً في نقل جمالات عكار الى الجميع وتشجيعهم على زيارتها.

وابدى السفير البابوي إعجابه بهذه المطويات وبما تحتويه من معلومات وصور عن عكار، مؤكدا اهتمامه بعكار وبتشجيع السياحة الدينية والبيئية والاثرية.

وتابع السفير والوفد المرافق جولتهم العكارية، فكانت محطة في دير سيدة القلعة في بلدة منحز حيث كان في استقبالهم الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس الدير الاب لويس سماحة وعدد من الرهبان.

بعد استراحة في الصالون الكبير للدير، بحضور رئيس بلدية منجز جورج يوسف، ورئيس دير الآباء الكرملين في القبيات رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب ميشال عبود، كانت جولة على اقسام الدير والمؤسسات التربوية التي انشأها حديثاً الأب سماحة، الذي قدّم شرحاً عن عمل هذه المؤسسات وتقديماتها وحاجاتها. بالاضافة الى ما تشهده حاليا قلعة فيليكس القريبة من الدير من اعمال تنقيب على يد البعثة الهنغارية اللبنانية وما توصلت اليها نتائج اعمال التنقيب المتواصلة.

وأبدى السفير سبيتاري إعجابه بهذا الموقع الاثري والتاريخي والتربوي القديم وبما شاهده وسمعه من شروحات حول تاريخه وعمليات التأهيل والترميم التي شهدها الدير  أخيراً.,

بعد ذلك كانت زيارة للمتحف في بلدة منجز الذي أنشأته بلدية منجز بالتعاون مع بلدة بيليستا في جنوب فرنسا وجامعة القديس يوسف ووزارة الثقافة وجامعة جينيف.

واستمع مطولا الى شروح رئيس البلدية جورج يوسف عن محتويات المتحف والقبور الميغاليتية القديمة التي تم اعادة تاهيلها أخيراً، وهي تعود لاكثر من 4000 سنة قبل الميلاد.

واختتم السفير الباباوي جولته في عكار بالمشاركة في "لقاء شبيبة قطاع عكار في ابرشية طرابلس المارونية" الذي أقيم في كنيسة مار مارون في بلدة عندقت، بحضور راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، النائب العام المونسنيور انطوان مخايل، رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب الكرملي ميشال عبود، المونسنيور الياس جرجس، خادم رعية مار مارون الخوري سيمون الراسي، وكهنة من الابرشية، وحشد كبير من اليبيبة

بداية تحدّث مرشد الشبيبة في الابرشية الاب اللعازاري جوزف حنا الذي قال: "ان الكنيسة تفتخر بكم وببالتزامكم، لان شبيبة اليوم تنتظر الفرص حتى تعبر عن تطلعاتها وقدراتها، وكما يقول البابا فرنسيس لا تتفرجوا على العالم بل انزلوا وحققوا ما تصبون اليه، كونوا يدا واحدة في كل ما تقومون به، ونامل ان يكون هذا اللقاء مثمرا حتى نكون صورة حقيقية عن مجتمعنا".

وقالت مسؤولة لجنة الشبيبة في ابرشية طرابلس المارونية ساندي حاكمة: "انتم الشبيبة حاضر ومستقبل الكنيسة، انتم الحجارة الحية التي تقوم عليها الكنيسة، أنكم القلب النابض في الكنيسة التي انتقلت اليوم للعمل ليس مع الشبيبة فحسب إنما من اجل الكنيسة".

المطران بو جوده، قال: "البابا القديس يوحنا بولس الثاني كان يقول أنّ لبنان رسالة وأكثر من وطن، وهذا ما سوف نسعى اليه معا، يجب ان نكون نور العالم، والنور يوضع على المنارة، علينا ان نجاهر بإيماننا كي نكون رسلا وشهودا لايماننا".

السفير سبيتاري نقل في مستهل كلمته تحيات وبركة قداسة البابا فرنسيس الى الشبيبة وخاطبهم بالقول: "أنتم أمام تحديات كبيرة جداً، فواجهوها وتخطوها. أدعوكم الى الصلاة، وان تكونوا اشخاصاً مؤمنون بالتغيير، والتغير ياتي بالصلاة وبالعمل معاً وأيضاً بالانطلاق نحو الآخرين والتواصل معهم والتعرف اليهم ودعوتهم الى التعرف الى يسوع وكنيسة الرب".