رئيس لبناني... من خارج التاريخ!

يملك السفير اللبناني السابق سمير مبارك مكتبة ضخمة لا يضاهيها من حيث الأهمية والكمية سوى المكتبة التي باعها بالمزاد العلني في لندن كميل أبو صوان.وتتميز مكتبة السفير مبارك عن سواها من المكتبات الخاصة بأنها تضم أكبر مجموعة من المؤلفات التي صدرت عن تاريخ لبنان منذ وساطة كليمنس مترنيخ، مستشار الامبراطور النمسوي ونجم مؤتمر فيينا سنة 1815.وبين تلك المؤلفات مجموعة يزيد عددها على ثلاثمئة كتاب دبّجها مراسلون أجانب سجلوا فيها انطباعاتهم عن الثورة الأهلية اللبنانية الأخيرة (1975 – 1990). ويتصدر تلك المجموعة كتاب مميز نشره أحد المراسلين تحت عنوان: "قبائل لها رايات"، وهو الى حد كبير يلتقي في استنتاجاته وملاحظاته الأخيرة مع أفكار المؤرخ اللبناني كمال الصليبي، الذي نشر عن الحرب الأهلية اللبنانية كتاباً بالانكليزية تحت عنوان: "دار من عدة منازل".ويتضمن الكتابان أحداثاً متشابهة نفذتها عناصر النزاع الطويل الذي استمر خمس عشرة سنة، مخلفاً في الصدور أحقاداً وثارات كان من الصعب ازالتها بواسطة مصالحة الجبل التي حققها بطريرك الموارنة نصرالله صفير من جهة... والزعيم الدرزي وليد جنبلاط من جهة أخرى، وكان ذلك في شهر آب (اغسطس) من سنة 2001.ويختلف المؤرخون حول الأسباب الحقيقية التي أنتجت الحرب الأهلية سنة 1845. بعضهم يقول إن حركة العصيان التي قادها في كسروان والمتن البيطري طانيوس شاهين هي التي شجعت الدروز على الفتك بالموارنة ضمن القرى المشتركة. والبعض الآخر يزعم أن تلك الحركة نسفت النظام الاقطاعي القديم الذي كان في الماضي ركيزة لبنان المسيحي.واللافت أن تلك الحركة الرائدة التي قادها شخص من الشعب يعمل في اسطبل خيل، لاقت الصدى المستحب لدى جميع الثوريين بمن فيهم كارل ماركس.وأثبتت القرائن أن ماركس أيد تلك الحركة، ودعا الى نصرتها عبر مقالة نشرها في الصحيفة الاميركية...