الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

لوس أنجلس خائفة من "زلزال كبير"

المصدر: "أ ف ب"
لوس أنجلس خائفة من "زلزال كبير"
لوس أنجلس خائفة من "زلزال كبير"
A+ A-

جدد زلزالان قويان ضربا جنوب #كاليفورنيا أخيرا، بعد سنوات من الهدوء، المخاوف لدى السكان والمسؤولين من "#زلزال_كبير" قد يضرب #لوس_أنجلس.

فقد ضرب زلزال قوته 7,1 درجات مساء الجمعة منطقة نائية ذات كثافة سكانية ضئيلة، على مسافة 240 كيلومترا شمال شرق مدينة لوس أنجلس، التي شعر سكانها ايضا به، وأجبروا على إخلاء منازلهم والحانات والمطاعم ودور السينما.

وهذا الزلزال، وهو الثاني بعد هزة ضربت المنطقة نفسها الخميس، وبلغت قوتها 6,4 درجات، تسبب في لوس أنجلس بأضرار مادية فقط، مثل انقطاع التيار الكهربائي.

لكن بالنسبة إلى كثيرين من سكان المدينة، كان هذا الزلزال بمثابة تذكير بواقع العيش في منطقة تكتونية نشطة.

وقالت كريستينا الحمد، وهي أم لطفل يبلغ شهرا: "بالأمس كنت في حالة صدمة، لأنني أدركت أنني لا أعرف بالضبط ما يجب علي فعله".

وأضافت: "رأيت جيراني يصرخون ويركضون، وقد تجمدت مكاني، لأن البعض قالوا إنه يجب البقاء في المنازل، والبعض الآخر قال إنه يجب الخروج".

واشارت الى أنها جمعت بعض الأغراض الأساسية لطفلها ووضعتها قرب الباب بعد الزلزال الأول. لكن بعدما ضرب الزلزال الثاني الجمعة، "أخذت طفلي فقط، وغادرت".

وقالت أندريا بريتشينو، وهي منتجة تلفزيونية تعيش في لوس أنجلس، لوكالة "فرانس برس"، إنها شاركت في الكثير من التدريبات، وتملك "حقيبة زلزال" فيها إمدادات من الماء والطعام المعلب. لكنها شعرت، رغم ذلك، بالخوف.

واشارت الى أن "ليس لدي أي خطة، مجرد البقاء تحت الطاولة حيث توجد الحقيبة... وإذا كان في مكان آخر، لا أعرف ماذا علي أن أفعل".

وقد حض سياسيون، بينهم المرشحة الرئاسية السيناتورة كمالا هاريس، وعضو الكونغرس كارين باس، سكان كاليفورنيا السبت، على أن يكونوا على أهبة الاستعداد. وغرّدت باس على "تويتر": "هذه ليست تدريبات. تأكدوا من أنكم وعائلاتكم مستعدون للزلزال الكبير".

لكن قبل وقوع الزلزال الأول الخميس، لم تضرب جنوب كاليفورنيا أي هزة أرضية تزيد قوتها عن 6,0 درجات منذ مطلع عام 2010.

وبعد الزلزال الذي ضرب المنطقة الجمعة، حذّرت عالمة الزلازل في كاليفورنيا لوسي جونز من أن هناك احتمالا كبيرا أن تحدث هزات ارتدادية كبيرة في الأيام المقبلة. وقالت إن هناك احتمالا نسبته 10% أن يضرب زلزال تبلغ قوته 7 درجات أو أكثر خلال الأسبوع المقبل.

وأشار جون بواري، وهو خبير في مجال التكيف المجتمعي يعيش في لوس أنجلس الى ان "الناس في جنوب كاليفورنيا يعرفون أنهم يعيشون في بلد معرض للزلازل. لكنهم أصبحوا غير مبالين بهذه المسألة، لأنهم لم يشهدوا هزة قوية منذ سنوات". ورأى أن الزلزالين كانا بمثابة "تذكير عظيم" لهم بضرورة اتخاذ إجراءات تحضيرية للزلزال الأكبر.

ويعطي المسؤولون في لوس أنجلس، منذ فترة طويلة، أولوية للمواجهة الزلازل، خصوصا منذ زلزال نورثريدج عام 1994، والذي أودى بحياة 57 شخصا.

لذلك، أطلقت المبادرة السنوية "غرايت شايك آوت" في جنوب كاليفورنيا عام 2008 لرفع مستوى الوعي لدى الناس، وتذكيرهم بالإجراءات الصحيحة التي يجب اتخاذها أثناء الزلزال.

وأصدر رئيس بلدية لوس أنجلس إريك غارسيتي مراسيم استهدفت أكثر من 10 آلاف مبنى لإجراء تعديلات إلزامية بهدف جعلها أكثر أمانا في حال حدوث زلزال كبير.

لكن دراسة استقصائية عام 2008 أظهرت أنه بعد مرور أكثر من عقد على زلزال نورثريدج، وضع أقل من نصف السكان في ولاية كاليفورنيا خطط إخلاء، وأقل من 20% منهم عززوا منازلهم أو اشتروا عقود تأمين ضد الزلازل.

وقال كين أوديل، رئيس "ستراكتشورل إنجنييرز أسوسييشن" في كاليفورنيا: "إذا تفحصت المباني في جنوب كاليفورنيا، فستجد أن معظمها لا يستوفي المعايير الحديثة".

وأوضح أنه في حال وقوع زلزال قوي، "يمكننا أن نرى انهيارات" في المباني الاسمنتية التي بنيت قبل سبعينات القرن الماضي، عندما أصدرت قواعد جديدة.

وأضاف أنه حتى بالنسبة إلى المباني التي تحصل على التعديل، فإن التغييرات مصممة لمنع حدوث وفيات، وليس بالضرورة ضمان صمود المنزل.

ورغم عدم الإبلاغ عن أي أضرار كبيرة للمباني في المنطقة بعد زلزال الجمعة، فقد طالت أضرار نفسية السكان الذين يعيشون في خوف من شبح "الزلزال الأكبر".

وقال أوديل: "يذهب الناس إلى الملاجئ وينامون في الخارج... يبدو الأمر كما لو أن نفوسنا اهتزت أكثر من مبانينا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم