الأسباب وراء تعرّض تطبيق TikTok للتدقيق والتحقيق!

لا يربح التطبيق الأكثر تحميلاً على "أبل ستور" للعام الماضي أي أموال تقريباً، وهو بالكاد يفهمه أي شخص يزيد عمره على 25 عاماً، وقد واجه بالفعل تحقيقات وغرامات وحظراً في ثلاث قارات، ولكن نجاح تطبيق TikTok بهذه السرعة فاجأ بالفعل المنظمين وأولياء الأمور والتطبيقات الأخرى المنافسة، الأمر الذي دفع بمكتب مفوض المعلومات (ICO) في المملكة المتحدة الآن لبدء التحقيق مع الشركة بشأن تعاملها مع البيانات الخاصة بالمستخدمين الشباب.

ما حقيقة هذا التطبيق!

بحسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان"، فتطبيق TikTok هو تطبيق لمشاركة الفيديوات، حيث يقوم المستخدمون بتصوير أنفسهم في مقاطع مدتها 15 ثانية، يتم ضبطها عادة على موسيقى ما، وتحميلها لتتم مشاهدتها من قبل المتابعين والغرباء على حد سواء.

التطبيق الذي ذاع صيته أخيراً، عبارة عن تطبيق دمج بين تطبيق TikTok الأصلي، الذي تم إطلاقه دولياً في أيلول 2017، وتطبيق الموسيقى السابق Musical.ly، والذي كان واحداً من أكثر منصات التواصل الاجتماعي شعبية بين المراهقين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة حتى تم شراؤه من قبل ByteDance ، الشركة المالكة لـ TikTok في تشرين الأول 2017.

إذاً، الاندماج الذي حصل بين التطبيقين أدى إلى تثبيت تطبيق TikTok على الهواتف الذكية لأكثر من 60 مليون مستخدم بين عشية وضحاها.

ولشركة ByteDance تجربة أخرى من هذا النوع، إذ كانت الشركة الصينية مشهورة بالفعل في موطنها بتطبيق الأخبار Toutiao ، الذي بلغ عدد مستخدميه اليومي 120 مليون مستخدم في العام 2017 ، بالإضافة إلى Douyin ، النسخة الصينية الوحيدة من TikTok التي تم الاحتفاظ بها منفصلة للامتثال لنظام الرقابة الصارمة في بكين. كما كانت الشركة أكبر معلن في سناب شات، حيث أنفقت ما يقرب من مليار دولار على إعلانات لتحميل تطبيق Tiktok ، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. تمت إنفاقات مشابهة على فايسبوك وإنستغرام وحملات إعلانية تلفزيونية.

نتيجة لذلك، ووفقًا لشركة SensorTower للتحليلات، كان TikTok هو التطبيق رقم واحد على متجر التطبيقات في جميع أنحاء العالم لمدة خمسة أرباع متتالية، مع ما يقدر بنحو 500 مليون مستخدم حول العالم. فحتى إذا توقف إنفاق الإعلانات على TikTok إلا أنه يتمتع الآن بزخم البقاء على قيد الحياة.

ووفقًا لإيما ورث من شركة التسويق Ralph Creative: "يقدم التطبيق شيئاً لا يفعله أي تطبيق آخر، ولهذا السبب أصبح ناجحًا للغاية: عمليات الإعلانات المدفوعة تساعد فقط المزيد من الناس على المعرفة بهذا التطبيق. لقد سئم الشباب من المؤثرين النرجسيين على القنوات الأخرى، ورؤية الحياة المثالية والجسد المثالي، والعلاقة المثالية، ولهذا السبب انتقلوا إلى TikTok".

ولكن مع زيادة الحجم، زاد التدقيق. في شباط الماضي، فرضت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) في الولايات المتحدة غرامة على الشركة بمبلغ 5.7 ملايين دولار أميركي لجمعها البيانات الشخصية للأطفال دون سن 13 عامًا من دون موافقة الوالدين. وفي نيسان الماضي أيضاً، تم حظر TikTok في الهند، حيث تدّعي أن لديها أكثر من 120 مليون مستخدم نشط شهريًا، بسبب مخاوف من استخدام التطبيق لمشاركة مواد جنسية صريحة، ثم ما لبس أن رُفع الحظر بعد أسبوع.

واليوم تقوم ICO بالتحقيق بسبب اهتمامات حماية البيانات، ولكن مع تركيز إضافي على عناصر التحكم المتوفرة في الرسائل المباشرة للتطبيق. تخشى هيئة الرقابة البريطانية من أن البالغين قادرون على إرسال رسائل خاصة إلى الأطفال الذين لا يعرفونهم. إنها القدرة على البث المباشر التي تقلق الجميع.

وقال متحدث باسم الجمعية الخيرية NSPCC: "نحن نعلم أنه يتم الاتصال بعدد مثير للقلق من الأطفال من خلال تطبيقات البث المباشر، مثل TikTok من قبل البالغين الذين يستخدمونها كبوابة لإيذاء الأطفال والمراهقين. لقد وجد بحثنا أن ربع الأطفال البالغ عددهم 40000 (بين السابعة والسادسة عشرة) قد عاشوا على الإنترنت مع شخص لم يلتقوه قط، وطُلب من كل 20 طفلاً خلع ملابسهم".

لقد تمّ دعم أبحاث NSPCC من خلال تحقيقات أخرى، حيث يُبلَّغ المستخدمون الصغار من الإناث في TikTok بانتظام عن تعليقات مسيئة على مقاطع الفيديو الخاصة بهم، وفقًا لموقع BuzzFeed الإخباري، وقد سئموا من فشل ByteDance في الاستجابة لهم.

في الحقيقة، تتفاقم المشكلة بسبب طبيعة التطبيق، فهو بدلاً من إعطاء الأولوية لمقاطع الفيديو الخاصة بالأشخاص الذين تتابعهم، إنه يوجه المستخدمين إلى الخوارزمية الكاملة "من أجلك". وقد قال أحد المستخدمين لـ BuzzFeed: "إذا قام بعض الأشخاص المثيرين للريبة بوضع علامات الإعجاب فقط على مقاطع الفيديو الخاصة بالفتيات الأصغر سناً والذين يقومون بأداء صوتيات أو مقاطع صوتية فسوف تستمر مقاطع الفيديو المتعلقة بهؤلاء الفتيات وغيرهن في الظهور لهم على صفحة "من أجلك".

وفي حين ينصبّ الإهتمام اليوم الى افتقار التطبيق إلى الاعتدال والأمان في ما يتعلق ببعض المستخدمين لا سيما عندما يتعلق الأمر بسلامة الطفل، فإن العكس هو الذي يهمّ شركة ByteDance. كشركة ناشئة صينية، لدى ByteDance مفهوم مختلف تمامًا عما تعنيه أن تكون شركة وسائط اجتماعية عن شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا التي سيطرت على المجال حتى الآن.