السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عباس بيضون لـ"النهار": عملتُ في السياسة بيأس ولستُ فخوراً بنفسي

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
Bookmark
عباس بيضون لـ"النهار": عملتُ في السياسة بيأس ولستُ فخوراً بنفسي
عباس بيضون لـ"النهار": عملتُ في السياسة بيأس ولستُ فخوراً بنفسي
A+ A-
ليس ديوان عباس بيضون الصادر حديثاً، "الحداد لا يحمل تاجاً" ("دار الساقي")، سوى ذريعة للقاء. بوداعة الوجه، يختار ابتسامات قليلة في يوم بيروتيّ شديد الحرارة، وهو يُفلسف الكتابة الشعرية، مرتقياً بها إلى نبل المكانة الإنسانية. الشعر هناك، "في مكان آخر"، بتعبير كونديرا. يبحث عنه في محاولات الاطّلاع على مسار الكون، ويراه عصارة الاحتكاك بالحياة. يتحدّث عن التفكّك والتفسّخ، و"قوة اليأس"، سارحاً في زاوية المقهى، كمن يراجع بالنظرات سنواته الأربع والسبعين التي احتفى بها أخيراً. يخاف العُمر ويتوق للقاع الأخير. رجل يحيا بالشعر، يراه في عمق الاحتجاب الكوني، في البُعد والاغتراب. تقول في قصيدتك "سرّ" من ديوانك الصادر حديثاً "الحِداد لا يحمل تاجاً": "نحن الفانين/ الشعراء الفانين/ لا نعرف من أيّ تعب أتينا/ وأي تعب سوف نترك في العالم...". أخبرني عنكَ شاعراً، وعن تعبٍ أتيتَ منه ولا تعرفه، وتعب ستتركه في العالم.نتحدّث هنا عن قصيدة، والقصائد لا يمكن قراءتها كواقع. يبدو لي باستمرار أنّ التعب الذي في مقطع من مقاطعي، يكاد يلد أطفالاً. بالنسبة إليّ، الشعر كما يقول كونديرا، "في مكان آخر". نحن نبحث عن الشعر، لكنّه محاولة للاطّلاع على مسار الكون. أنا ممن يفكّرون قليلاً مثل هايدغر، فأرى أنّ الشعر محاولة للإصغاء والاقتراب من الكينونة. هو محاولة للنفاذ إلى الكون. لستُ سوريالياً، لكنّني أرى أنّ الشعر يتخطّى الواقع. هو ليس سرداً، بل خلاصة واعتصار لاحتكاكنا بالحياة، وموقعنا من الكون.تختم ديوانك بقصيدة "النَّخب"، فتقول: "مَن يتذكّر يعرف أنّ ليس هنا سوى خرخرة النهر الذي يتدفّق بين القبور في جبال الماضي، حيث يقول الرقيم إنّنا خرجنا من الجنة". كأنّ هذه القصيدة هي جنّاز للحياة. ورثاء. أهو اليأس؟اليأس عضويّ وجوهريّ. نحن نحيا في العالم بقوّة اليأس. هو بدرجة ما، حالة من التسامح مع العالم والنفاذ إليه. وبشكل آخر، حالة من استقبال العالم. أكمل حواري من مكان آخر غير كرونولوجي وغير تقليدي: بدل أن تخبرني عن سيرة طفولتك وبداياتك ومحطّات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم