الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"مملكة آدم" لأمجد ناصر \r\nمعاينةُ الموت السوريّ الجحيميّ شعراً أبوكاليبتيّاً خالصاً

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
"مملكة آدم" لأمجد ناصر \r\nمعاينةُ الموت السوريّ الجحيميّ شعراً أبوكاليبتيّاً خالصاً
"مملكة آدم" لأمجد ناصر \r\nمعاينةُ الموت السوريّ الجحيميّ شعراً أبوكاليبتيّاً خالصاً
A+ A-
كان ينبغي لي أن أقرأ "مملكة آدم" (منشورات المتوسط) لأمجد ناصر، مرّةً ومرّتين، بالشغف الشعريّ نفسه، لكي يتسنّى لي أن أسافر، صحبة الشاعر الشاهد، إلى الجحيم، فأعاين الموت السوريّ الأبوكاليبتيّ العظيم كلّه، لا باعتباره موتًا افتراضيًّا تخييليًّا على طريقة كلٍّ من دانتي والمعرّي، بل باعتباره واقعًا مأسويًّا يُعاش على مستوى الفرد الشاعر، وعلى مستوى البلاد السوريّة، حيث يستجمع الشاعر ملكاته ومواهبه وثقافاته وقراءاته ومواجعه الشخصيّة وما بقي من قواه، لينحدر نزولًا إلى حيث تلتقي الحياة بالموت، مسطّرًا الرؤيا، على طريقة مَن يرى ويشهد ويعيش، شعرًا أبوكاليبتيًّا خالصًا، نبيهًا، شفيفًا، أليمًا، بحبرٍ ممزوجٍ برحيق النهايات الفرديّة والجمعيّة.الديوان – القصيدة الذي قدّم له الناقد السوري صبحي حديدي تقديمًا مرجعيًّا ممتازًا، تحت عنوان "رسالة اللاغفران"، تيمّنًا بـ"رسالة الغفران" الشهيرة لأبي العلاء المعرّي، كتبه الشاعر أمجد ناصر بلغةٍ فاعلةٍ سيّدةٍ يفترسها الموت افتراسًا مهيبًا، لكنْ من دون أن تقع ضحيّته، أو أن تكون ألعوبةً بين يديه. اللغة هنا ليست منفعلةً ولا عاطفيّةً ولا رثائيّةً، وفق المعنى المتعارف عليه للرثاء. إنها اللغة البطلة التي تذهب مباشرةً إلى الجحيم، بل التي تعيش الجحيم، وتتنقّل بين طبقاتها كلّها، معرّجةً تعريجًا مأسويًّا على ملحمة الموت السوريّة في زمن الرجل الزرافة، لتنمو في بطن الموت (الحوت)، وتعبّر عن كينونتها الشعريّة، بألقٍ باهرٍ، من غير أن يعتريها ضعفٌ، أو هوانٌ، أو هزيمة. لغةٌ تضطرم بذاتها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم