الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"معركة إدلب" للقضم فقط... وروسيا تريد مثل أميركا التمركز على الحدود السورية - العراقية

سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
"معركة إدلب" للقضم فقط... وروسيا تريد مثل أميركا التمركز على الحدود السورية - العراقية
"معركة إدلب" للقضم فقط... وروسيا تريد مثل أميركا التمركز على الحدود السورية - العراقية
A+ A-
هل ظن فعلاً الرئيس السوري بشار الأسد أن الظروف الاقليمية والدولية صارت مؤاتية له بحيث يتابع حربه العسكرية لتنظيف عدد من ضواحي حلب وحماه من "الإرهابيين" الاسلاميين، وتالياً لاستعادة إدلب مدينة ومحافظة، من التنظيمات الاسلامية الممارسة للعنف والتكفير التي تسيطر عليها بمساعدة تركيا رجب طيب أردوغان، وأبرزها في هذه المرحلة جبهة "النصرة"، كما للقضاء على "الهيمنة" التي تمارسها تركيا بواسطة هؤلاء على جزء واسع من الأرض السورية؟ وهل ظنّ أيضاً أن نجاحه في ذلك سيعني حكماً. التوصل الى تسوية سياسية نهائية تنهي الحروب في سوريا، وتحافظ على أساسيات النظام الذي انتفض عليه الشعب السوري عام 2011 قبل أن يصادر الارهابيون المتنوعون انتفاضته بدعم ومساندة وتمويل وتسليح من الأسد وتركيا وقطر والسعودية والامارات، وبتطنيش من دول عظمى وكبرى ومساهمة البعض فيها في إذكاء هذه المصادرة، وذلك بمساعدة روسيا فلاديمير بوتين؟ وهل ظنّ ثالثاً أن ما قدمته قوات الأخيرة من مساعدة عسكرية مباشرة له بعدما كان شارف على الانهيار عام 2015، في أعقاب عجز إيران الاسلامية وذراعها العسكرية الأولى في المنطقة "حزب الله"، ستكمله القوات الروسية باستعادة المناطق المشار اليها أعلاه من الارهابيين وحاميهم الاقليمي؟هذه أسئلة كثيرة عميقة وجديّة بدأ المعنيون بسوريا أوضاعاً سياسية وعسكرية ونظامية (من نظام) وإعمارية يطرحونها بعدما بدأ الأسد ما بدا أنه حملة عسكرية أو بالأحرى التمهيد لها بقصف مدفعي وصاروخي بري وجوي عنيف جداً، وتحديداً بعدما شاركت القوات العسكرية الروسية المتمركزة في سوريا في هذا التمهيد، كما بعدما بدأت نُذر الاشتباك العسكري المباشر السوري – التركي تلوح في أفق المعركة. وقد أضافوا إليها أسئلة أخرى هي الآتية: هل ستشارك القوات الروسية البرية في المعركة البرية لاستعادة إدلب ومحيطها؟ وهل ستشارك القوات الايرانية المحدودة العدد في سوريا والمؤلفة من خبراء عسكريين وربما قوات كومندوس في المعركة نفسها مباشرة؟ أم ستعتمد على حلفائها الذين أوفدتهم الى القتال عنها فيها وفي مقدمهم الأكثر تنظيماً من بينهم وخبرة قتالية وانجازاً أي "حزب الله"؟ وهل ستشارك أميركا الموجودة في مناطق سورية محددة مباشرة في مواجهة المعركة المذكورة؟ وهل ستترك لحلفائها الأكراد السوريين الذين يشكلون عماد "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) حرية الاشتراك فيها أم لا؟ وهل ستدعمهم اذا فعلوا أم تتخلى عنهم؟كل هذه أسئلة لا أجوبة عنها الآن لان أميركا وروسيا وايران وتركيا لا تزال في مرحلة صراع وحرب وتنافس غير مباشر حيناً وبالوكالة دائماً، كما في مرحلة البحث الجدي أو ربما غير الجدي بعد عن وسائل تؤدي الى حوار، ولاحقاً تفاوض يمكن أن يسفر عن اتفاقات تحلحل تدريجاً الأزمات والقضايا والمشكلات المعقدة وتفتح باب انهاء الحروب ما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم