الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ديور تُعيدنا الى زمن الإغريق

المصدر: النهار
فاديا خزام الصليبي
ديور تُعيدنا الى زمن الإغريق
ديور تُعيدنا الى زمن الإغريق
A+ A-

الاتجاه فندق Le Particulier 30 جادة مونتانيي، الذي تحوّل لهذه المناسبة الى أجواء إغريقيّة، حيث تأخذ الطبيعة حقوقها مرة أخرى. تخيلها الفنان بيني سلينجر، خالقاً سينوغرافيا مذهلة تستقبل 67 عارضة أنثويّة يدمجن بين التراث والخبرة اليدويّة والتفاصيل الخارجة من اليونان القديمة ... وإليكم كل ما هو مطلوب في هذا العرض الباريسي.

يتماشى هذا الاختيار مع إرادة ماريا غراتسيا كيوري، المديرة الفنية للدار، لمواصلة إرث السيد ديور، بكل تفاصيله.


شكّلت أفكار المهندس المعماري "برنارد رودوفسكي"، الذي يشكّك في شكل ووظيفة الثياب، مصدر إلهام لـ"ماريا غراتسيا كيوري" في رؤيتها النظرية للتصاميم الراقية كفنّ يهدف إلى إكساء الأجساد الفريدة دائماً وذات الهوية المتميّزة. على خطى هذا المفكّر المعاصر، الذي يُعطي أهمية كبيرة للعلاقة بين التصاميم والهندسة المعمارية قدّمت المصممة مجموعة التصاميم الراقية لموسم خريف - شتاء 2019-2020 في "أوتيل بارتيكولييه" التابع لـ"ديور" Dior. مسقط رأس الدار، في 30، جادة "مونتان" Avenue Montaigne، هو المكان الذي عمل فيه كافة المدراء الفنيين لدى "ديور" Dior بتعاون وثيق مع المشاغل

مجموعة التصاميم الراقية لموسم خريف - شتاء 2019-2020 في "أوتيل بارتيكولييه" التابع لـ"ديور" Dior. مسقط رأس الدار، في 30، جادة "مونتان" Avenue Montaigne، هو المكان الذي عمل فيه كافة المدراء الفنيين لدى "ديور" Dior بتعاون وثيق مع المشاغل

إن الإلهام الرئيسي لهذا العرض، يدعم شخصيات أنثويّة وسط المعابد القديمة، تكريما للفيلم القصير رئيسي لهذا العرض، يدعم شخصيات أنثويّة وسط المعابد القديمة، تكريما للفيلم القصيرالذي أنتجته في عام 1984 Agnès Varda وأسمه: "Les Dites Cariatides",، والذي يعكس مرة أخرى مكانة المرأة في المجتمع . انغماس في قلب اليونان القديمة، بدأته الإطلالة الأولى في هذه المجموعة: peplos وهو تونيك كانت ترتديه النساء في هذه الحضارة وهو اللباس الفريد من نوعه في هذا العرض، تلاه peplums صدّار وقامات تنتعل الصندل الإسبارطي.

سلسلة من القامات السوداء

تعددية اللون الأسود هي أوّل ما لفت نظرنا، حيث يتم استكشاف تعدد استخداماته في هذه المجموعة. تحية جديدة للمعلّم ديور، الذي أعلن في القاموس الصغير للأزياء :"يمكنني كتابة كتاب كامل عن اللون الأسود". هذه المجموعة تبدو كأنها عودة حقيقية إلى مصطلحات الأزياء الراقية، برزت من بينها بعض الفساتين الملوّنة.ومن بين مصادر إلهام هذه المجموعة، الأعمال الفنية المؤثّرة بالأسود والأبيض لـ"بيني سلينغر"، الفنانة المناصرة لحقوق المرأة التي صمّمت سينوغرافيا العرض التي تحكي قصة الخيمياء القوية بين النار والهواء والماء، وسط طبيعة عدائية وغامضة تزخر بالكائنات الأنثوية. لطالما حملت أعباء العالم على كاهلها، على غرار تجسيد معاصر لتماثيل عذارى كاورواي، التماثيل النسائية التي تدعم الهندسة المعمارية للمعابد القديمة وتزيّن بعض الصروح* الباريسية، وترتدي رداء "التُنك" الإغريقيّ الفضفاض ذا الخطوط البسيطة، مثل الفستان الأبيض الوحيد الذي صمّمته "ماريا غراتسيا كيوري" للمجموعة التي تستكشف القوّة التعدّدية للون الأسود. وقال "كريستيان ديور" في "قاموس الموضة الصغير" Little Dictionary of Fashion، "لو قُدَّرَ لي، لكتبت كتاباً كاملاً عن اللون الأسود". "الملحفة" Peplos - رداء "التُنِك" الذي كانت ترتديه النساء في اليونان القديمة - لا تتميّز بقصّة محدّدة: الجسم هو ما يعطيها شكلها. في مجموعته الأخيرة، عاد "كريستيان ديور" إلى أسلوب الـ"درابيه" القديم، في حوار بين مفاهيم تصاميم الأزياء والهندسة المعمارية، من التصاميم الفضفاضة والخفيفة إلى الخياطة الراقية الرسمية. وما زال يتردّد صدى هذا السؤال إلى يومنا هذا: "هل الثياب عصرية؟" ما يسلّط الضوء على قدرة التصاميم الراقية على التشكيك بالطابع العصريّ.

ويشكّل تصميم مجموعة كاملة باللون الأسود، تتخلّلها ألوان نادرة تكشف النقاب عن قوّتها، عودةً إلى المبادئ الأساسية، إلى أسس التصاميم الراقية، ويجعلها في مواجهة أنماط الحياة المعاصرة. اللون الأسود يتطلّب الكمال، وها هو يعطي الحياة لرداء الكاب القابل للتحوّل. كلّ فستان هو بمثابة صرح عظيم يكشف عن تصميمه وبنيته التي تدعمه وتحدّده. ويقول "برنارد رودوفسكي"، "لسنا بحاجة إلى طريقة جديدة للبناء، نحن بحاجة إلى طريقة جديدة لعيش حياتنا". ووفق المبدأ نفسه، تقدّم لنا هذه المجموعة مشهداً غير مسبوق يسمح لنا بالتشكيك بمفاهيم الجسد والثياب والمسكن: فتصبح التصاميم الراقية مختبراً إبداعياً للتفكير بأسلوب مختلف بشأن الثياب وعلاقتها بالزمان والمكان.



الهندسة المعمارية في بال ماريا غراتسيا تشيوري

مقتبسة من كلمة المهندس المعماري برنارد رودوفسكي، "هل الملابس حديثة؟"، نحن مدعوون للتساؤل عن أهمية طبيعة الثوب ونظريّة الفضاء. إنّه ميدان ما زال ينعش دار Dior ، ومنذ بدايته، يفرض السيد Dior نفسه كمصمم مهندس، وقد أضحى ميراثا من حيث القصّات وألتلاعب في الشفافيّة التخطيطيّة.

خاتمة كبرى

اندماج مرة أخرى بين الموضة والهندسة المعمارية والملابس والتراث والعمل اليدوي، ظهرت الإطلالة الأخيرة في عرض الأزياء في فصل الخريف والشتاء 2019-2020 كإشادة جديدة لعمل السيد ديور. تحوّلت واجهة الفندق في 30 Avenue Montaigne الى مركز لمشاغل الدار، بأسلوب فتاة محتفلة ، الكاشفة عن فستان صغير على طراز مشد.
































































الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم