الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف يمكن أن أهتف للحياة العالية كسابع سماء وأنا على الأرض

نادر القاسم
كيف يمكن أن أهتف للحياة العالية كسابع سماء وأنا على الأرض
كيف يمكن أن أهتف للحياة العالية كسابع سماء وأنا على الأرض
A+ A-

برنامج للطيور

أسمعُ صوتَ نوارسٍ

أسرعُ للنافذة كي أنظرَ للسماء

ولكنْ لا شيء

سوى الزرقة التي حلقتْ منذ زمنٍ بعيد

ولكنْ ما زالت الأصواتُ تشتبك مع بعضها

أنظرُ للتلفاز

هناك برنامج للطيور

كيف ذهبتُ مسرعاً كي ألتصق بالنافذة

هل هي رغبة قديمة جداً

أن أشرحَ لروحي

كيف يكونُ الإنسانُ حراً؟

كيف يمكن أن أهتف للحياة العالية كسابع سماء،

وفي الوقت عينه

أنا على الأرض

وملتصق بها حد الشغف والتوحد؟

كيف ذهبتُ مسرعاً للنافذة

كي ألتصقَ بالوجود الشفاف

كي أكسر بداخلي كلَّ حبكِ

هكذا نبيذُ الحياة وماءُ الدهشة

صوتُ النوارس

هذا الصباحُ

هو من دفعني إليكِ

هو من دفعني أن ألتصقَ بالنافذة

هذا الممرُّ الأزلي للنور

هو من كان يشيرُ إليّ بحرفية العارف

كيف ألتصقُ بكِ

كيف ألتصقُ بكِ أيّتها الحرية؟


سرير الصدمة الكهربائية

الموتُ نقطةٌ سوداء آخر السطر

حبرٌ صينيُّ بزجاجةٍ يعلوها الغبار

فراشةٌ سوداء في العتمة

لا تشعر بوجودها حتى تحطّ على يدك

رمحٌ مصوبٌ لظهركَ

ولا تعرف أنت بالذات لحظة الوصول

برميلٌ يلقى من الطائرة

نصلٌ خفيٌّ ينهي اسطورةَ الرغبات

مزحةُ عزرائيل الأولى والأخيرة

الصمتُ المطبقُ

نقاطُ الدم في المستشفى

سريرُ الصدمة الكهربائية

حذاءُ الدكتاتور وهو يصعد سلمُ الحياة

ضفةٌ من السخرية

يقابلها أخرى من البكاء

صعودٌ وهبوطٌ لدرجين متحرّكين فارغين من الناس

الموتُ الفراشةُ السوداء ذاتها

هذه المرةُ وسط النهار

تحطُ على شاهدتكَ بأناقة

تأخذُ مكانَ نقطة

كي تكملَ اسمكَ

هذه التي نسيها من دون عمدٍ

حفارُ

القبور. 

اقرأ للشاعر أيضاً: سأنامُ بسرعةٍ مثل حربٍ خاطفةٍ

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم