الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اندفاعة ديبلوماسية مفاجئة... ماذا بعد الخطوات العشرين لترامب في كوريا الشمالية؟

المصدر: "النهار"
اندفاعة ديبلوماسية مفاجئة... ماذا بعد الخطوات العشرين لترامب في كوريا الشمالية؟
اندفاعة ديبلوماسية مفاجئة... ماذا بعد الخطوات العشرين لترامب في كوريا الشمالية؟
A+ A-

خلال اجتماعهما الأخير، في العاصمة الفيتنامية هانوي في شباط الماضي، لم يتمكن ترامب والزعيم الكوري الشمالي من التوصل إلى اتفاق بشأن نزع الاسلحة النووية لكوريا الشمالية، بعد رفض الجانب الأميركي رفع العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، مما دفع الرجلن إلى إنهاء القمة في شكل مفاجئ.

مذذاك، بدا أن المحادثات بين واشنطن وبيونغ يانغ وصلت إلى طريق مسدود ولكن اللقاء الذي رتّب على عجل بين الرجلين قد يلخط الأوراق مجدداً، وإن يكن من السابق لأوانه التكهن بنتائجه.


واستأذن ترامب كيم قبل عبور خط الحدود. وقال للصحافيين: "سألت كيم إن كان بوسعي العبور"، فرد بأن هذا "شرف"، مضيفاً أنه "شعور رائع" أن تكون أول رئيس للولايات المتحدة تطأ قدماه كوريا الشمالية.

وكان الرجلان التقيا في في المنطقة المنزوعة السلاح في الجانب الكوريا لجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح، قبل أن يسيرا خطوات داخل أراضي الدولة الستالينية المنعزلة، في ما اعتبر لحظات تاريخية بثت على الهواء مباشرة. وأعلن ترامب اتفاقه مع كيم على معاودة المفاوضات المتوقفة بين بلديهما على أن يتم خلال الأسابيع المقبلة تأليف مجموعتي عمل تمثل الجانبين.

وبثت شبكة "سي أن أن" الأميركية للتلفزيون أنه من المتوقع أن يقود ستيف بيجون، الممثل الخاص لإدارة ترامب، المحادثات بين البلدين، وأن الجانبين سيركزان على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

ونتجت هذه الاندفاعة المفاجئة للديبلومسية عن اللقاء الذي دبر على عجل بين الرجلين وشمل خطوات رمزية وأخرى غير مألوفة. فإضافة الى الخطوات العشرين لترامب في كوريا الشمالية، دعا كيم الى "زيارة غير متوقعة" أيضاً الى "منزل الحرية" في الجانب الكوري الجنوبي حيث جلس مع الرئيس الاميركي ورد على أسئلة الصحافيين، أقر فيها بأنه تفاجأ بطلب أميركي قدم له في اللحظة الأخيرة، للقاء.


وفي واحدة من اللحظات غير المألوفة، سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان يعرف ما إذا كان أعضاء فريق التفاوض السابق بكيم لايزالون على قيد الحياة أم ل، فأجاب: "يمكنني أن أخبرك بأن الشخص الرئيسي حي...آمل أن يكون الباقون كذلك".

وكانت سرت تقارير عن إعدام كيم رئيس الفريق التفاوضي الكوري الشمالي.


وعقد الرجلان في حضور أعضاء من فريقهما النوويين، اجتماعاً مغلقاً استمر نحو ساعة تقريباً خرجا منه بالتزام معاودة المفاوضات التي تعثرت بعد قمة فيتنام.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن ترامب إن "السرعة ليست هي الهدف مع كوريا الشمالية"، وأن تحولات قد تحدث خلال أي مرحلة من المفاوضات.

وامتد اللقاء الذي كان متوقعاً أن يقتصر على المصافحات وتبادل التحيات، 66 دقيقة.

توقعات

ولكن على رغم التحولات الكبيرة التي شهدها يوم الأحد، قال مراقبون لكوريا الشمالية إن البيان الصادر عن الجانبين بات مألوفاً، إذ يتعلق بحدث جذاب مع التزامات غامضة.

وكتب خبير كوريا الشمالية في معهد "راند" سو كيم، وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" إن "الاستعراضات تكون سريعة الزوال، علينا أن نتطلع إلى ما ينتظرنا".

وتبقى التوقعات خجولة خصوصاً لأن الجانبين منقسمان بقوة على طريقة تخلي بيونغ يانغ عن ترسانتها النووية وموعد حصول ذلك، وهو خلاف بدا واضحاً جداَ عندما انهارت محادثات فيتنام في شكل مفاجئ في شباط الماضي.

وفي مؤتمر صافي مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، رفض ترامب الرد على سؤال يفترض أن لا شيء تغير منذ آخر مرة التقى فيها كيم، مدعياً بأن جهوده منذ انتخابه أسفرت عن خطوات كبيرة نحو اتفاق.

ونسبت صحيفة "النيويورك تايمس" إلى المسؤول البارز السابق في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية كيم تشون سيغ أن الاجتماع المفاجئ يعد تطوراً استثنائياً، رغم أنه من المشكوك فيه أن يغير أي من الجانبين موقفه التفاوضي.

وفي أي حال، تتناقض هذه الجولة من الانفتاح على بيونغ يانغ والتي بدأت بمؤتمرات قمة في حزيران 2018 بسنغافورة ثم في فيتنام، مع الجهود السابقة لنزع السلاح النووي، من خلال الدور الكبير الذي لعبه زعيما البلدين بعدما كانت الجهود السابقة تميل أكثر إلى المحادثات على مستوى فرق العمل للتوصل إلى اتفاقات لنزع السلاح.

وتسعى بيونغ يانغ إلى عملية تدريجية تلغي فيها واشنطن بعض العقوبات الاقتصادية على النظام الذي يعاني ضائقة مالية، بينما ترغب واشنطن في صفقة أكبر يوافق فسها النظام الكوري الشمالي على التفاصيل قبل تخفيف العقوبات.

ومع أنه ليس واضحاً بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عرضتا أمس مواقف جديدة وأكثر مرونة في محادثات نزع السلاح النووي، أبرز بعض خبراء الأمن أهمية الاجتماع الثالث لجهة أنه يقلل احتمال أن تعود بيونغ يانغ إلى الاستفزازت الصغيرة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم