الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

السباق الرئاسي الأميركي: جو بايدن تلاحقه مواقفه القديمة من الفصل العنصري

المصدر: "أ ف ب"
السباق الرئاسي الأميركي: جو بايدن تلاحقه مواقفه القديمة من الفصل العنصري
السباق الرئاسي الأميركي: جو بايدن تلاحقه مواقفه القديمة من الفصل العنصري
A+ A-

يجد السياسي الأميركي المخضرم #جو_بايدن نفسه ملاحقاً بمواقفه الماضية من الفصل العنصري، وهو موضوع شديد الحساسية في #الولايات_المتحدة قد يضر بفرصه في السباق الرئاسي.

وخلال المناظرة الكبرى الـ52 للمرشحين الديموقراطيين للانتخابات الرئاسية لعام 2020، طرحت السيناتورة السوداء كامالا هاريس اسئلة على بايدن حول الموضوع.

واتهمته خصوصاً بأنه عارض سياسة حكومية للنقل المدرسي تفرض نقل الأطفال من أحياء السود والأحياء الفقيرة في حافلات إلى مدارس البيض (معروفة باسم "باسينغ" في الولايات المتحدة)، كان الجدل حولها مستعراً في السبعينات، حين كان بايدن سيناتوراً شاباً عن ديلاوير.

وتوجهت السيناتورة عن كاليفورنيا بالقول إلى المرشح الوسطي الأوفر حظاً بالاستطلاعات: "كانت هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا تنتمي الى الجيل الثاني، تذهب إلى مدرسة حكومية كل يوم في الحافلة. تلك الفتاة الصغيرة هي أنا".

وكان لمداخلة هاريس وقع كبير. ورد نائب الرئيس الأميركي السابق بالتركيز على السنوات الثماني التي قضاها، إلى جانب باراك أوباما، نافياً، وعلى وجهه تعابير صارمة، تلك التهم ومدافعاً عن رصيده في النضال من أجل المساواة في الحقوق.

وكرر بعد المناظرة: "أنا لم أكن معارضاً لسياسة النقل المدرسي في الولايات المتحدة". وأوضح أنه في تلك المرحلة، كان مناهضاً لفرض هذا النظام "من وزارة التعليم"، والذي وفقا لرأيه، كان يجب معالجته على مستوى الولاية.

وكانت المدارس في الأحياء الفقيرة تعاني نقصا في البنى التحتية، وانخفاضا في أجور المعلمين فيها، لأن النظام التعليمي موّل حينها في شكل رئيسي من الضرائب العقارية.

لكن العديد من سكان أحياء البيض ونوابهم نددوا، أحياناً بعنف، بفرض سياسة نقل الطلاب من المناطق الفقيرة، لأنها تساهم في خفض مستوى التعليم، في رأيهم. 

وكان بايدن في البداية مؤيداً لسياسة "الباسينغ" عند دخوله لمجلس الشيوخ عام 1973، لكنه بدل رأيه حين وصلت حركة معارضتها إلى ولايته ديلاوير.

واعتبر أن سياسة "الباسينغ" كانت ضرورية لمكافحة "الفصل العنصري" في ولايات الجنوب، حيث استمر الفصل العنصري في الأنظمة المطبقة فيها، رغم تشريع الحقوق المدنية عام 1964، لكن لم تكن لازمة لمكافحة "فصل الأمر الواقع" في مدن الشمال.

عام 1975، دعم بايدن اقتراح قانون لنائب مؤيد للفصل العنصري، يتضمن إلغاء إلزام المدارس الإشارة إلى عرق تلاميذها، ما يزيل خطر خسارة الإعانات العامة للمدارس التي تمارس الفصل العنصري. ورفض المقترح في نهاية الأمر.

ورفع حينها بايدن اقتراحاً ينص على أن الأموال الفيدرالية يجب ألا تستخدم كوسيلة لفرض على المدارس "تعيين مدرسين وقبول طلاب...على خلفية عرقهم".

وأكد حينها رفضه لأن "يقرر بيروقراطي لا وجه له" مستقبل طفل "أسود كان أم أبيض". ورأى السيناتور الشاب في ذلك الوقت، في مقابلة صحافية، أن "إلغاء الفصل العنصري يختلف عن الدمج".

وفي مذكراته التي نشرت عام 2007، اعتبر بايدن نظام النقل العام المدرسي "كارثة تقدمية". ورأى أن ذلك الإجراء "الذي قسّم الناس" في ولايته ديلاوير أجبر أيضاً التلاميذ على التنقل لمسافات طويلة والمدرسين على قبول أجور منخفضة.

ومنذ مساء الخميس، يحاول فريق حملته الانتخابية تدارك الموقف، مع التأكيد أن تعليق كامالا هاريس "ضربة وضيعة".

الجمعة، أكد المرشح في شيكاغو، أمام حضور معظمه من السود قائلا:"أعرف أنني ناضلت بكل قوتي لضمان أن يطبق حق الانتخاب والحقوق المدنية في كل مكان".

وقال أستاذ التاريخ في جامعة نيو هامبشير جايشون سوكول لوكالة "فرانس برس": "فوجئت بأنه لم يعترف بأنه كان مخطئاً... إنها هفوة خطيرة".

وأكد سوكول الذي كتب عام 2015 مقالاً في موقع "بوليتيكو" عن مواقف بايدن: "كلما حاول المراوغة ووضع المسألة جانباً، ستعود الى مطادرته".

وتبقى معرفة ما إذا كان هذا الجدل سيجعله يخسر تأييد الناخبين السود الذين يحظى بأوساطهم بشعبية كبرى.

ويبقى الأهم أن أول رئيس اسود للولايات المتحدة اختاره نائباً له، وفقا لبعض الخبراء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم