افتتاح درب القبور الميغاليتية في منجز: "الثقافة" وضعت ميزانية بـ480 مليون دولار للتنمية

افتتحت بلدة منجز في عكار، في رعاية وزير الثقافة محمد داود ممثلا بالمدير العام لآثار سركيس خوري "بيت التراث" و"درب القبور الميغاليتية الثقافي"، كما أطلقت مشروع "تثمين وحماية القبور الميغاليتية في منجز"، بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني، وتنفيذ جامعة جنيف السويسرية، بالتعاون مع بلدية منجز، ومتحف عصور ما قبل التاريخ اللبناني في جامعة القديس اليوسف، ومتحف ما قبل التاريخ في بلدة بيليستا في فرنسا، وذلك في حضور ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل طوني عاصي، والمونسنيور إلياس جرجس، النائب هادي حبيش، مهتمين بالآثار، شخصيات اجتماعية وثقافية وأهالي البلدة.

بعد النشيد الوطني، ألقت عريفة الاحتفال ربيكا الحداد كلمة، سلطت فيها الضوء على "تاريخ البلدة القديم، وما يحتويه من آثار تعود إلى ما قبل التاريخ".

بدورها، أشارت المسؤولة عن تنفيذ المشروع من قبل جامعة جنيف تارا ستايمر في كلمتها، إلى "اهتمام عائلتها بالمشروع، كأنه مشروع يعني بلدتها بيليستا، التي تضم أربعة قبور ميغاليتية، بينما في بلدة منجز يوجد العشرات منها".

وكشفت أن عملها في لبنان "جاء بعد عمليات تنقيب واسعة، في كل من اليمن وسوريا"، شاكرة "جهود مديرة المديرية العامة للآثار في عكار سمر كرم".

ثم تحدثت مايا بستاني، باسم متحف عصور ما قبل التاريخ اللبناني في جامعة القديس اليوسف، لافتة إلى أن كلمتها "تنبع من القلب، خصوصا أن الحضور قادمون من أماكن بعيدة، للوقوف على إنجاح هذا المشروع الأثري الهام".

وقالت: "هذا المشروع هو أول مشروع يقوم به متحف عصور ما قبل التاريخ، وذلك بمبادرة من رئيس بلدية البلدة. ومسيرة العمل مستمرة، بعد افتتاح المتحف، لكن هذا الإنجاز بحاجة إلى الجميع للمحافظة عليه".

من جهتها، شددت غاليري يولا وهي أحد المساهمين في تنفيذ المشروع، على "أهمية تنفيذ فكرة تارا، وإنجاز مشروعها، من دون أن نفكر بالوقت والمدة".

ووجهت تحية "من بلدة بيليستا الفرنسية، إلى أهالي منجز، على أمل أن يكون هناك مشاريع مستقبلية أخرى".

واستهل رئيس بلدية منجز جورج يوسف كلمته، بشكر "كل الشركاء في هذا المشروع"، مرحبا ب"كافة الضيوف"، مشيرا إلى أن "العمل بدأ منذ تأسيس مجلس البلدية عام 2012، حيث بنيت رؤية أن تكون مقومات البلدة مزدهرة على كافة الصعد. أبرز هذه المقومات، إرث البلدة التاريخي والثقافي والسياحي، وذلك عبر دعم المشاريع التنموية من تعليم مستمر، ووضع خطط استراتيجية، وبناء شركات وطنية، وجذب المانحين واقناعهم بالدعم المادي للمشاريع".

وأكد أن "البلدية وأهلها مسؤولون عن إدارة هذا الإرث الموجود، عبر احترام المواثيق الدولية، التي أكدت أن التراث هو منارة للتبادل والمشاركة والعيش بسلام. هذا الإرث الموجود، هو لوحات صنعها ورسمها أجدادنا منذ 6000 سنة، والحفاظ عليه هو مسؤولية الجميع، ومسؤولية كامل المنطقة والوطن والعالم".

وشكر خوري مديرية الآثار "التي وضعت منجز على لائحة التراث العالمي"، أملا أن "يكون إطلاق هذا المشروع، بداية تعاون أوسع في المستقبل".

ثم ألقى المدير العام للثقافة كلمة وزير الثقافة، فشدد بداية على "اهتمام الوزارة بكل المناطق اللبنانية، من دون استثناء".

وقال: "اتضح أن بلدية منجز لديها خبرة في العمل رغم أنها أنشئت حديثا، وأن هناك بلديات تأسست منذ عشرات السنين، لكنها لم تفلح بوضع بلداتها على الخارطة السياحية، ومن واجب الجميع العمل.

وكشف أن "الوزارة وضعت ميزانية، قدرها 480 مليون دولار، بهدف التنمية المحلية، لتثبيت المواطن المقيم في أرضه"، موضحا أن "وزارة الثقافة هي وزارة اقتصادية محلية استثمارية، لذلك الآمال الكبيرة معلقة على إقرار مشروع سيدر".

وأمل أن "يبقى المجتمع الدولي متحمسا، وأن يبقى العمل جاريا للبحث عن مصادر أخرى، لتقديم المنح، وهذه البلدة نجحت في استثمار إنشاء بحيرة، يستفيد الأهالي منها في فصل الصيف".

وإذ دعا الجميع إلى "حماية هذا المشروع الجديد، وتشجيع الاستثمار وحمايته بطريقة تتناغم مع البيئة والإرث الثقافي"، قال: "هناك دول عديدة أكبر حجما بجغرافيتها من لبنان، لديها ستة مواقع أثرية على لائحة التراث العالمي، بينما لبنان لديه ستة مواقع، وفي المستقبل سيكون له المزيد، خصوصا أن هناك 10 مواقع على لائحة الانتظار، والأسبوع القادم، يتم توقيعها لرفعها للتراث العالمي".

وحذر من "أي محاولة للعبث بآثار البلدة"، وقال: "على الجميع أن يكون خفيرا".

وبعد حفل الكوكتيل، سار الحضور على الدرب الميغاليتي الثقافي.