الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مفاجأة... بناة هرم اللاهون نبذوا تقاليد دينية فرعونية ثابتة

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
مفاجأة... بناة هرم اللاهون نبذوا تقاليد دينية فرعونية ثابتة
مفاجأة... بناة هرم اللاهون نبذوا تقاليد دينية فرعونية ثابتة
A+ A-
هذا الهرم الذي بني من الطين اللبني بارتفاع 48 متراً، وكسي بالحجر الجيري، يحمل إشارة لافتة للانتباه، وهي أنّ الملك سنوسرت الثاني، من الأسرة 12، خالف تقاليد دينية متعارف عليها في ذلك الوقت، لسبب غامض، حيث كانت أغلب المداخل الرئيسية لأهرامات مصر، تتجه شمالا، ناحية مجموعة النجوم القطبية الشمالية، لكن هرم اللاهون يتّجه مدخله إلى الجنوب.

ويقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر  الدكتور مصطفى وزيري: "إن مدخل هرم اللاهون لا يقع فى الناحية الشمالية كما هو معتاد في الأهرامات، بل لجأ المهندس الذي صممه إلى أسلوب جديد يخفي من خلاله الممر المؤدي إلى حجرة الدفن، وذلك بحفر بئرين عمودين خارج الهرم نفسه من الجنوب الشرقي أسفل احد المقابر".

ويرجح وزيري أن "يكون مهندس الهرم لجأ إلى هذه الحيلة كمحاولة لتضليل اللصوص، وعدم تمكينهم من الوصول لحجرة الدفن، وعلى الرغم من ذلك تمت سرقة محتويات حجرة الدفن".

ويوضح المؤرخ وعضو جمعية التاريخ بسام الشماع لـ"النهار"، أنّ "غالبية الأهرام في #مصر تتجه ناحية الشمال، على سبيل المثال، أهرامات خوفو، وخفرع، ومنكاورع مداخلها الرئيسية من جهة الشمال".

ويضيف:"حتى سنوسرت الأول، وهو من الدولة عينها التي جاء بها سنوسرت الثاني، مدخل هرمه من يقع شمالاً. الشيء نفسه بالنسبة إلى هرمي امنمحات الأول، وامنحمات الثاني".

ولا يستبعد المؤرخ احتمال أن "يكون تغيير سنوسرت الثاني لمدخل هرمه، سببه الأساسي هو تضليل اللصوص".

ومن جانبها، تقول مدرسة الرسم والتصوير الفرعوني في جامعة أسوان الدكتورة إيمان الجمال لـ"النهار": "يمكن أن نتحدث عن احتمالات، لا توجد حقائق دامغة لسبب تغيير اتجاه مدخل هرم اللاهون، فالحضارة الفرعونية ما زالت حتى اليوم في طور الاستكشاف".

وتضيف: "كل يوم نكتشف شيئاً جديداً، يجعلنا نعيد بناء تصوراتنا لبعض الاحتمالات المطروحة لتفسير أسرار هذه الحضارة. فعلى سبيل المثال قد يكون سبب تغيير مدخل ذلك الهرم هو موقع المعبد الجنائزي والطريق المؤدي إليه من الهرم، وقد يكون بهدف تضليل اللصوص، بخاصة أنّ بعض الأهرامات أعيت من حاول أن يبحث عن مدخلها".

وتشير بعض المراجع التاريخية إلى أنّ الفراعنة كانوا يعتقدون بأنّ الموتى، بخاصة الملوك، يأخذون طريقهم في الفلك، كي يصلوا إلى موقعهم، ويتحوّلوا إلى نجوم أو جزء من نجوم متلألئة، لهذا كانت سقف التوابيت، يضمّ خرائط فلكية ترشد الموتى إلى طريقهم.

وكانت الجوانب الأربعة للأهرامات تتّجه ناحية الجهات الأصلية الأربعة (الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب)، وتشكّل مجموعة النجوم القطبية الشمالية مكانة خاصة لدى الفراعنة الذين دأبوا على تحنيط موتاهم كي تبقى أجسادهم حتى الحياة الآخرة، لذا كانت أغلب المداخل الرئيسية للأهرامات تتّجه صوبها، لكن سنوسرت الثاني، خالف هذه المعتقدات لسبب غامض.

ويقول عالم المصريات الإنكليزي أ. أ. س. أدواردز في كتابه "أهرام مصر": "لا بد أنّ المزايا المترتبة على توجيه ممر المدخل نحو مجموعة النجوم القطبية لم تعد لها الأهمية الكبرى في نظره (أي سنوسرت الثاني)، وأصبحت الأهمية الأولى هي المحافظة على سلامة الهرم بوضع مدخله في مكان لا يتوقّع من سيحاول سرقته".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم