الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"رجل عاد إلى الحياة بعدما مات ودفُِن 10 أيّام": الفيديو ليس للقلوب الضعيفة FactCheck#

المصدر: "النهار"
"رجل عاد إلى الحياة بعدما مات ودفُِن 10 أيّام": الفيديو ليس للقلوب الضعيفة FactCheck#
"رجل عاد إلى الحياة بعدما مات ودفُِن 10 أيّام": الفيديو ليس للقلوب الضعيفة FactCheck#
A+ A-

تنبيه. هذا الفيديو ليس للقلوب الضعيفة. الرجل الذي يظهر فيه حي، ولكن في حالة يرثى لها، على ما يبدو... كأنه مومياء. في الزعم المرفق به، "هذا الرجل عاد الى الحياة بعدما مات ودُفن عشرة ايام". وللمصادفة، "سمعه احدهم وكان يمر قرب قبره"، فأنقذه. قصة غريبة تجول وتصول على وسائل التواصل الاجتماعي، والرجل يعرّف باسمه انه "الكسندر". هل مات الكسندر وعاد الى الحياة، وفقا للزعم؟ ام ثمة قصة اخرى؟

النتيجة: وفقا لما اوردت مواقع اخبارية روسية، الرجل الظاهر في الفيديو، ويدعى "ألكسندر"، روى انه تعرض لهجوم دب، اصيب من جرائه بكسر في الظهر. وقد امضى شهرا في بيت الدب الذي ابقاه كطعام ليأكله لاحقاً. 

ملاحظة: شهدت قضية الكسندر تطورات في الايام اللاحقة لنشر هذه المقالة. لقراءة المقالة المحدثة، اضغط هنا.


"النّهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: منذ ايام قليلة، بدأت صفحات وحسابات عربية، وايضا لبنانية تتناقل الفيديو. رجل غطته القروح من رأسه الى اخمص قدميه، شبه متحلل، تمدد على سرير. تقترب الكاميرا من وجهه، ويُسمع في الخلفية صوت رجل آخر يقول شيئا بالروسية، ليجيب الأول: ألكسندر.

0,33 ثانية تكشف هول حالة الرجل. وقد أُرفِق الفيديو بالشرح الآتي: "رجل عاد الى الحياة بعدما مات ودُفِن لعشرة ايام. وللمصادفة، سمعه واحد كان يمر بجانب قبره، وكان ينادي من داخله انقذوني". و"يللي قلبو ضعيف ما يفتح الفيديو".

"النهار" تمتنع عن نشر صور الرجل، نظرا الى قساوتها، واحتراما له. 

التدقيق:

-يتبين اولا ان الفيديو انتشر على نطاق واسع بين سكان سوتشي (20 حزيران)، مع زعم انه "يظهر رجلا قام من الموت الاسبوع الماضي في مقبرة بارانوفسكي بسوتشي بعد هطول المطر"، على ما ذكر موقع Sochi Stream الروسي (21 حزيران 2019)، قبل ان تنفي الامر سلطات منطقة بارانوفسكي. وفقا للموقع، "تحققت سلطات مقاطعة بارانوفسكي الريفية بالأمس، من المقابر المحلية. وأكدت ان ايا من الموتى فيها لم يقم".

-في وقت نشر حساب هذا الفيديو على موقع Pikabu الروسي قبل 7 ايام، من دون اي تفاصيل عنه، واصل الفيديو انتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط غموض حول قصة الرجل الذي قال ان اسمه "الكسندر".

وقد أمكن تحقيق تقدم أولي في هذا القصة، مع نشر موقع وكالة الانباء Eadaily وجريدة Izvestia الروسيين تفاصيل اخرى عن "الكسندر".    

ومما كتب موقع Eadaily في 25 حزيران، ان ألكسندر، وهو احد السكان المحليين في منطقة توفا Tuva، امضى شهرا، بظهر مكسور، في بيت دب، وقد تمكن من البقاء حيا. و"وفقا للصيادين الذين وجدوه، فان الكلاب ساعدت في العثور عليه. ورغم الإصابات الخطيرة التي الحقها به الدب، كان ألكسندر واعياً، قادرا على تحريك ذراعيه، مع انه كان مرهقًا في شكل كبير. في الفيديو الذي تم تصويره في المستشفى، كان واضحا أن الرجل تحوّل في الواقع مومياء تتكلم. وفقا لما رواه، "هاجمه الدب" منذ نحو شهر، وكسر له ظهره، "لكنه لم يأكلني، وابقاني كطعام ليأكلني لاحقا". "كيف تمكن رجل من البقاء على قيد الحياة في بيت دب، وبإصابات مماثلة، امر غير معروف".

وفقا لموقع The Siberian Times، تم نقل الكسندر إلى مستشفى محلي، وتم تشخيص إصابته بكسر في العمود الفقري ونحول شديد. يتذكر ألكسندر اسمه الأول، لكن ليس عمره. ويقال إنه كان في بيت الدب منذ شهر تقريبًا، وقد شرب بوله كي يبقى على قيد الحياة. وهو الآن في العناية المركزة، يعاني إصابات متعددة وتعفنا في الجلد. وقال أطباء في المستشفى إنه يستطيع تحريك ذراعيه" (26 حزيران 2019). 

في تحديث للخبر، ذكر موقع The Siberian Times ان متحدثا باسم وزارة الصحة في جمهورية تيفا قال انه "لا يمكننا تأكيد أن الواقعة حصلت في توفا". "لم تسجل وقوعها وزارة الصحة أو وزارة الطوارئ أو أي جهة رسمية أخرى (في المنطقة). على الأرجح، حصلت في مكان ما خارج توفا". 

الكلام المسموع في الخلفية بالفيديو لا يبدو انه اللغة المحلية في توفا. 

توفا منطقة روسية نائية قريبة من الحدود مع مونغوليا، على ما نقل موقع "دايلي مايل" البريطاني عن وسائل اعلام روسية محلية. وذكر انه من المعروف أن الدببة البنية تعمد الى ان تدفن جزئياً أو كلياً الحيوانات التي تقتلها، وتنتظر أحيانًا أيامًا أو أسابيع قبل أن تعود إليها. ووفقا لنظرية إيفان ف. سيريودكين، من أكاديمية العلوم الروسية، ان الدببة تفعل ذلك لإخفاء فرائسها عن حيوانات أخرى، في وقت يتحلل لحمها ويصبح "ناضجًا"، مما يسهل عليها تناوله". 

وفقا لموقع Eadaily، هذه الحالة ليست الأولى التي تسجل في توفا هذا الشهر، وترتبط بهجوم دب على شخص. في 2 حزيران، تمكن أحد السكان المحليين، ويدعى نيكولاي إيرغيت، من النجاة من هجوم دب عليه في منطقة بيي- خيم. وقد وقع الحادث في غابة بالمحمية الطبيعية خوتنسكي Khutinsky، حيث ذهب ثلاثة من السكان المحليين لجمع قرون الرنة. 

ملاحظة: شهدت قضية الكسندر تطورات في الايام اللاحقة لنشر هذه المقالة. لقراءة المقالة المحدثة، اضغط هنا.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم