السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل تخدم المواقع الأدبية اللغة العربية في النشر والتلقّي وتأكيد الذات؟

أنور الموسى
هل تخدم المواقع الأدبية اللغة العربية في النشر والتلقّي وتأكيد الذات؟
هل تخدم المواقع الأدبية اللغة العربية في النشر والتلقّي وتأكيد الذات؟
A+ A-

هل تخدم المواقع أدبنا ولغتنا العربية في النشر والتلقّي وتأكيد الذات؟

سؤال مهم يطرح نفسه في عالم النقد الأدبي الحديث، لا سيما المرتبط بالمواقع والنشر فيها.

وما يسوغ طرح هكذا إشكالية عدم وجود دراسات جادة تتناول سيكولوجية النشر الأدبي واللغوي في المواقع. لا سيما أنّ الأخيرة باتت تستقطب عدداً مهماً من الكتاب والأدباء والنقاد.

فصحيح أنّ النشر الورقي لا يزال محطّ أنظار الأدباء كونه راسخاً في العادات القرائية وعالم النقد، بيد أنّ للنشر في المواقع رونقاً خاصاً عند الأديب المعاصر. فهو يدرك تماماً أنّ المواقع تساهم في نشر الإبداع بصورة أسرع وبقالب منمق إجمالاً. ويدرك تماما تلك السرعة التي تستوعبها عملية النشر في هذه الوسائل، إذ إنّ رابط النص الأدبي حين يرسل إلى الأديب، يجعله يتحكّم أكثر في إرساله إلى عدد كبير من الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافة كالواتساب والفايسبوك وغيرهما.

ومن منظار سيكولوجية، يمكن القول إنّ باعث النشر في المواقع يرتبط بلذّة النشر وتنفيس المكبوت وتأكيد الذات، وإرضاء الميول النرجسية لدى عدد قليل من الكتاب. لكن يبقى تأكيد الذات هو الدافع الجوهري للنشر ومتابعته في غير موقع. كأني بالأديب يحقّق لذة في النشر تؤازرها متعة الوصول إلى الجمهور أي المتلقي.

والمتلقي بدوره يحقّق لذّة من خلال القراءة، كأني بطرفي التواصل، أعني الأديب والقارئ قد حقّقا مصلحة مشتركة عبر وسيلة النشر أي المواقع.

ناهيك بأنّ النشر الأدبي في المواقع يساهم مساهمة بارزة في الاستمرار في الكتابة وتحسين جوانب الإبداع، إذ يحرص الأديب على الظهور إلى المتلقي بمنظر لغوي لائق خالٍ من الهنات والأخطاء والركاكة، فينقّح نصّه أفضل تنقيح، أو هكذا يفترض أن يتعامل مع نصه قبل النشر.

وما ينطبق على النشر الأدبي ينطبق على النقد والدراسات اللغوية والمقالات ذات الصلة.

لذا، وحدها الدراسات الأكاديمية الجادة قادرة على دراسة سيكولوجية النشر الأدبي في المواقع، عبر دراسة تحليلية وميدانية واحصائية لبعض المواقع الأدبية، على غرار الدراسة التي أعدت حول سيكولوجية عملية الإبداع والنشر في القوالب الورقية... فمتى تمنح الجامعات ومراكز الأبحاث هذا الجانب الحيز المطلوب؟

متخصّص في التحليل النفسي للأدب

اقرأ للكاتب أيضاً: جريمة إعداد أبحاث الآخرين في أسواق الباحثين التجّار

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم