السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تجّار الفصول الأربعة

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
تجّار الفصول الأربعة
تجّار الفصول الأربعة
A+ A-
ليس الضجيج هو الذي يصنع الحكم. وليست الشاشات هي مائدة السلطة. يجري ذلك حين يطغى الكلام على الإنجاز لدى البعض، عندما يحصل نقص في المادة على لغة التجار، فيستبدلون مائدة مجلس الوزراء، حيث السلطة التنفيذية، بالشاشات والكاميرات تسبقهم إلى أنىّ تحركوا، فيسقطون في التوصيفات الهوجاء التي لا تترك في النتيجة سوى الغبار على جدران السياسة، ولا تصيب ذلك البناء الذي بناه المؤسسون في عقولهم الناضجة ونفوسهم الرضية، حين تطلعوا " فإذا كل شيء حسن".كان هنالك فرق بين الذين حفروا أسفار لبنان في صخر الزمان، والذين حولتهم المسؤوليات الطارئة إلى باعة متجولين، يسمونهم بالفرنسية "تجار الفصول الأربعة". لكل فصل بضاعته، فيعرضون على عرباتهم البضائع المستهلكة من فصول بائدة، من فرط عجزهم عن دخول ملاعب الكبار. فلو قدّر لمحكمة التاريخ اليوم أن تصدر حكمها على التجربة السياسية اللبنانية، من خلال الإداء الذي وصل إليه البعض، لحكمت عليها بالفشل على الأرجح. ولكن كلا. ليست هذه هي التجربة. ولا ذاك هو الوطن الذي جبلته الأيدي المتلاقية، الأيدي الجبارة المتشابكة بالعنفوان والترفع، والتي إلتقت الأهداف إياها، من على الشرفة العالية حيث تولد الأوطان.لبنان اليوم هو لبنان الضجيج. ذاك الذي إفتعله...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم