الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

كيف أنّ نضال هونغ كونغ هو نضالنا أيضاً

المصدر: "الغارديان"
ناتالي نوغايريد
Bookmark
كيف أنّ نضال هونغ كونغ هو نضالنا أيضاً
كيف أنّ نضال هونغ كونغ هو نضالنا أيضاً
A+ A-
لماذا نشطاء هونغ كونغ هم ذوو أهمية لنا؟ لأن قضيتهم كونية.لا شك في أن الصور التي التُقِطت من الجو للحشود الغفيرة التي تملأ شوارع الجزيرة المرصّعة بناطحات السحاب، تُقدِّم مشهداً آسراً. والمُدهش بالدرجة نفسها أيضاً أنه مع صعود الصين السريع في موقع المسخ العالمي الضخم ودولة المراقبة، هذه الأزمة هي بمثابة بارومتر لقياس ما قد نتوقّعه لاحقاً من الصين ومن رئيسها الذي هو أيضاً أمبراطورها الجديد شي جين بينغ.وتحمل هونغ كونغ أيضاً طابعاً مذهلاً يضعنا أمام مشهد شبيه بمشهد داود في مواجهة جُليات. إنه يوقظ في داخلنا حدساً عميقاً، وتوقاً إلى أن نلمس شجاعة وتصميماً في وجه الصعوبات الكبرى، فالشباب يتحدّون عملاقاً ويستخدمون تكتيكات مفاجئة في نضالهم. وتشاء الصدفة أن يحدث هذا كله بعيد حلول ذكرى تيانانمن التي استعدنا فيها من جديد مشاهد ذلك الرجل الذي أوقف بمفرده رتلاً من الدبابات في حزيران 1989، في بادرة شجاعة لا تزال أصداؤها تتردد حتى يومنا هذا. وتولي بريطانيا بالطبع اهتماماً خاصاً بما يجري في هونغ كونغ بسبب الماضي الاستعماري، وتسليمها إلى الصين عام 1997، وما يترتب عن ذلك من مسؤوليات، فالسؤال مطروحٌ بقوّة، هل ستنكث الصين بالتزامها تطبيق "منظومتَين"؟ إنما يدور أمرٌ آخر، وهو أهم بكثير من الجيوسياسة، والصور التلفزيونية القوية الوقع، والاستعارات البطولية، وما تبقى من النفوذ الديبلوماسي لدولةٍ أوروبية. تُقدّم لنا هونغ كونغ تطلعات إنسانية أساسية يستطيع أيٌّ كان، في أي مكان، أن يتماهى معها ويعتبر نفسه معنياً بها.عندما أُخلي سبيل الناشط جوشوا وونغ هذا الأسبوع، تمحورت الكلمات الأولى التي تلفّظ بها حول "الحقوق الأساسية والحرية". لم يأتِ على ذكر السيادة ولا الانتماء الإثني ولا الهوية الدينية أو الثقافية. وهكذا يذكّرنا نشطاء هونغ كونغ بالمبادئ الكونية التي أصبحنا شبه غافلين عنها في عصرٍ تسوده الشكوك ونظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة والنسبية الأخلاقية وسياسة الهوية. لقد بتنا معتادين على التفكير في الحقوق من وجهة نظر مجموعة محددة، أياً تكن خصائصها؛ إنما ها هي هونغ كونغ تناضل من أجل حقوق كونية: الكلمة المفتاح هنا هي حقوق "أساسية".يقودنا هذا إلى الأحكام...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم