الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أحدث التقنيات للتخلص من السيلوليت... بين الواقع والخيال

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
أحدث التقنيات للتخلص من السيلوليت... بين الواقع والخيال
أحدث التقنيات للتخلص من السيلوليت... بين الواقع والخيال
A+ A-

على الرغم من التقدم البارز في مجال التجميل، تبقى السيلوليت من المشاكل الصعبة التي بقيت التقنيات الحديثة عاجزة عن معالجتها. يكثر الحديث عن الأطعمة التي تساعد على محاربته، وعن كريمات كفيلة بحل المشكلة، وعن حلول، وعن تقنيات حديثة يمكن أن تحقق المعجزات، لكن لا يمكن التأكيد متى يكون الحل فعلياً، ومتى يكون الطرح تجارياً ليس إلا. كما في مختلف الشؤون الطبية، وبشكل خاص تلك التجميلية، ثمة حاجة إلى الكثير من الاضطلاع والتأني قبل التهافت واللجوء إلى "الحلول" المقترحة بشكل عشوائي. حول أحدث التقنيات المتوافرة اليوم ومدى فاعليتها في مواجهة هذه المشكلة الشائعة، ليس بين من يعاني زيادة في الوزن فحسب، بل أيضاً في حال النحول، تحدث كل من الطبيبين الاختصاصيين في جراحة التجميل والترميم الدكتور بول عودة والدكتور جان مارك سعيد.

حلول كثيرة والسبب واحد

صحيح أن الحلول التي يتم التحدث عنها في مواجهة السيلوليت لا تعد ولا تحصى اليوم، إلا ان السبب الرئيسي لها واحد في الواقع، بحسب الدكتور سعيد الذي يؤكد انه مهما تمت الإشارة إلى مسبّبات وعوامل تلعب دوراً في ظهور السيلوليت، يبقى العامل الوراثي السبب الأساسي. أما باقي العوامل، فهي تساهم أكثر في ظهور المشكلة في حال وجود هذا العامل الرئيسي. "هذا تحديداً ما يفسر وجود الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، والذين يتبعون النظام الصحي، أو الذين يتميزون بقوام رشيق، فيما يعانون من ظهور السيلوليت في مقابل غيرهم ممن يعانون زيادة في الوزن ولا يواجهون هذه المشكلة. فالسيلوليت يرتبط بشكل أساسي بالعامل الوراثي، فيما تأتي عوامل أخرى ترتبط بنمط الحياة لتبرز المشكلة أو تزيدها سوءاً. أما العوامل الباقية التي تساهم في ظهور المشكلة عند من لديه الاستعداد لذلك، فهي ترتبط بنمط الحياة غير الصحي كحياة الركود وعدم ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي غير صحي غني بالدهون وزيادة الوزن. هذا إضافة إلى الحمل والهرمونات الذي يمكن ان يؤدي إلى ظهور المشكلة بعده وإن لم تكن موجودة أصلاً".

ويوضح الدكتور سعيد ان السيلوليت هو تحديداً تلك التعرجات التي نراها في الجلد نتيجة نسيج قاس هو الـSeptum الذي يشد الجلد باتجاه الأسفل ويقربه من العضل الأسفل، ما يسبب هذه التعرجات. إلا أن سبب ذلك لا يزال مجهولاً وإلا كان من الممكن تفاديه.  

أحدث التقنيات المتوافرة

انطلاقاً من ذلك، يشير الدكتور سعيد إلى توافر الحلول المتعددة والمتنوعة في مواجهة السيلوليت، بدءاً بتلك البسيطة، وصولاً إلى التقنيات التجميلية المتوافرة. هذا، وعلى الرغم من التطور الطبي اللافت في عالم التجميل، لا يمكن التحدث عن حلول نهائية تسمح بالتخلص من السيلوليت، بل ثمة ما يسمح بتحسين الحالة من خلال التقنيات المتطورة المتوافرة:

-الكريمات المكافحة للسيلوليت: صحيح ان الكريمات المقاومة للسيلوليت كثيرة اليوم ومن مختلف العلامات التجارية، لكنها لا تعتبر فاعلة جداً، ويمكن أن تظهر نتيجة معينة خلال سنة أو اثنتين ربما، لكن لا يمكن ان ننكر أنها قد تلعب دوراً إيجابياً نتيجة دور التمسيد في مكافحة السيلوليت لا بسبب الكريم نفسه. أما في حال دهنها بشكل عادي فما من نتيجة تظهر أبداً.

-الآلات المتوافرة من سنوات عديدة لمواجهة السيلوليت: من هذه الآلات والتقنيات الـLPG التي تعتبر من التقنيات التقليدية الأكثر شيوعاً والتي يمكن أن تفيد البعض خلال فترة معينة شرط الاستمرار بها حفاظاً على النتيجة، فيما لا تفيد أبداً البعض الآخر. فكثر لا يجدون نتيجة باللجوء إليها. كذلك بالنسبة إلى تقنية Vella التي يحبذها كثر ولكنها لا تظهر فاعلية دائمة. لكن لا بد من التوضيح أنه أياً كان العلاج المتّبع تبدو قناعة الشخص أساسية في تقبل الوضع كما هو والتحسن الذي يمكن أن يشهده وعدم التركيز على المشكلة طوال الوقت. وفي كل الحالات أياً كانت التقنية يجب اتباع نمط حياة صحي في الوقت نفسه للاستفادة بشكل أفضل حيث ينصح بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي. مع الإشارة إلى أنه في عالم التجميل، ما من نتيجة نهائية. ثمة حاجة إلى المتابعة والتغيير يحصل دائماً حتى في ما يتعلق بعمليات تجميل الأنف والصدر وشد الوجه وشفط الدهون. عملية التجميل تعطي نتيجة لا بد من العمل على الحفاظ عليها.-التقنيات الحديثة المتوافرة التي تعتبر أكثر فاعلية وهي أكثر عدوانية من الحلين السابقين: ومن هذه الآلات تلك التي تعطي radio frequency في الجلد، فتساهم هذه الترددات في تكسير الـSeptum ثم يحقن بعدها نوع من الـFiller في التعرجات لإزالتها وليصبح الجلد أملس. هي من التقنيات الحديثة الفاعلة، ويتم فيها إدخال نوع من الإبرة تحت الجلد، وبواسطتها وبواسطة الترددات والحركة الميكانيكية يمكن تكسير الـSeptum حتى يعاد بعدها حقن نوع من الـFiller الهلامي التركيبة الذي يشبه من حيث المبدأ الـ fillers المستخدمة لتعبئة الوجه لكن بمادة أخرى. لكن، وعلى الرغم من كونها أكثر التقنيات فاعلية اليوم، لاعتبارها قد تكون أكثر التقنيات التي يمكن إيجاد نتيجة مرضية باللجوء إليها، قد تفشل أحياناً ولا تحقق النتيجة المتوقعة. وتجرى هذه التقنية في العيادة وبالتخدير الموضعي.

-عملية شفط الدهون للتعبئة: قد تكون هذه التقنية أيضاً من الأكثر فاعلية إلى جانب التقنية السابقة وهي الاكثر عدوانية لاعتبارها عملية تقضي بشفط الدهون، وفيما يتم إدخال Cannulas لتكسير الـ septum يدوياً وبعدها تشفط الدهون من حول السيلوليت ويتم تصفيته بتقنية معينة متطورة ثم يعاد حقنها لتعبئة التعرجات الناتجة عن السيلوليت. تعتبر هذه التقنية الاكثر فاعلية، وبفضلها يمكن الحصول على النتيجة الفضلى. من المؤكد ان شكل الجسم يصبح أجمل بهذه الطريقة. مع الإشارة إلى أن ظهور السيلوليت على أثر شفط الدهون قد يحصل في مواضع معينة نتيجة خطأ في علمية الشفط وذلك لدى من لديه الاستعداد لظهور السيلوليت أصلاً.

أما بالنسبة إلى تقنية تجميد الدهون، فلا تعتبر الحل لمعالجة السيلوليت، بحسب الدكتور سعيد، بل يمكن اللجوء إليها أحياناً للتخلص من الدهون المحيطة بالسيلوليت حتى ينخفض المستوى ويصبح الجلد بمستوى متجانس أكثر. لكن من المؤكد أنها لا تعتبر الحل لمشكلة السيلوليت ولا يمكن معالجته خلالها. 

العلاج المناسب لكل حالة

من جهته، يوضح الدكتور عودة انه حتى اليوم وعلى الرغم من التطور الحاصل في التقنيات الحديثة المتوافرة لمكافحة السيلوليت، تبدو عاجزة عن إزالة المشكلة نهائياً وإلغائه، إنما مع التطور الحاصل يمكن التحسين بنسبة 50 أو 60 في المئة ، أما المتابعة فتسمح بالحفاظ على النتيجة. ويشدد الدكتور عودة على أن  الطبيب وحده يقدر على تشخيص الحالة وتحديد نوع السيلوليت والبرنامج المناسب له، لوجود أنواع عدة من السيلوليت. كما يختلف البرنامج من شخص إلى آخر. وفيما يبدو العلاج مهماً في معالجة السيلوليت، يشدد الدكتور عودة على أهمية نمط الحياة الصحي أيضاً من رياضة إلى جانب العلاجات لتنشيط الدورة الدموية والنظام الغذائي الصحي قليل الدهون. "عندما يكون التشخيص صحيحاً ومناسباً ويوضع البرنامج العلاجي على أساسه، من المفترض أن يتجاوب الجسم مع العلاج. مع الإشارة إلى أن السيلوليت مشكلة نراها لدى الشابات بين سن 19 و25 سنة في درجاته الاولى، ما يتطلب تغيير نمط الحياة وتخفيف الأكل ومعدلات الدهون في الجسم . لكن إذا كانت الكتلة الدهنية عميقة في الجلد قد يكون شفط الدهون مطلوباً احياناً مع الـUltra sound أو radio frequency فتكون النتيجة ممتازة عندها. ويعتبر هذا البرنامج ممتازاً لدى الشابات الصغيرات تجنباً للوصول إلى مراحل متقدمة. أما في حال الترهل في الجلد أيضاً فيحدد الطبيب العلاجات المرافقة اللازمة. فقد يتم اللجوء إلى علاجات تعمل على تقوية العضل لشد الجلد. مع الإشارة إلى أن التقنيات التي تعمل على الـradio frequency تحفز إنتاج الكولاجين وتساعد على شد الجلد. أما التقنيات التي تعمل على الـultrasound فتساعد على تذويب الدهون. في المقابل يتم اللجوء إلى تقنية LPG بهدف الحد من انحباس السوائل في الجسم. ولدى اللجوء إلى هذه التقنيات يجب الإكثار من شرب الماء والحد من تناول الملح والسكر".

وبحسب الدكتور عودة، أهم ما في التقنيات الحديثة المكافحة للسيلوليت التطور الذي جعلها أكثر فاعلية وقادرة على العمل في ماسحة أوسع في الجلد. هذا إضافة إلى السرعة في الحصول على النتيجة . "أصبحت مدة الجلسة اليوم أقصر من السابق. وحتى بالنسبة إلى التقنيات التي كانت موجودة في السابق كالـ LPG هي اليوم أكثر تطوراً وفاعلية وتتضمن كمبيوتر وأصبحت تجرى بطريقة مختلفة. يضاف إلى ذلك أن تعدد التقنيات اليوم يسمح بالحصول على نتيجة فضلى من خلال برنامج متكامل يتضمن جلستين او 3 في الأسبوع كل واحدة منها تكمل الأخرى، ما يسمح بالحصول على نتائج ممتازة. كما يمكن أن تكون الجلسات مكثفة".

في المقابل يؤكد الدكتور عودة انه ما من آثار جانبية لهذه التقنيات الحديثة لاعتبارها مزودة بما يسمح بقياس الحرارة، وفي حال اللجوء إلى الحرارة المرتفعة في التقنية لتجنب الحروق. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم