القربان المقدس ودم العهد الجديد

عشرة أيام بعد عيد العنصرة، في عيد الجسد الإلهيّ، تحتفل الكنائس الكاثوليكيّة في العالم بسرّ الإفخارستيّا (أي سرّ القربان المقدَّس) الذي أسّسه يسوع المسيح في الليلة التي أسلم فيها ذاته لأجل حياة العالَم، إذ أخذ خبزًا وشكر وبارك وكسره وأعطى تلاميذه قائلاً: "خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يُكسَر لأجلكم". ثمّ أخذ كأس الخمر وقال: "اشربوا منها كلّكم. هذا هو دمي، دم العهد الجديد المهراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا" (متى 28:26؛ مرقس 22:14-24؛ لوقا 19:22-20). أمّا مناسبة اجتماع السيّد المسيح مع تلاميذه فهي لتناول طعام الفصح، الذي هو ذكرى خروج اليهود على يد موسى النبيّ من مصر بعد أربع مئة سنة من العبوديّة. ويروي سفر الخروج أنّه، عندما وصل الشعب مع موسى إلى جبل سيناء، أعطاهم الله الوصايا العشر التي قرأها موسى على مسامع الشعب، وتعهّد الشعب حفظها، وتمّ العهد بين الله وشعبه. هذه هي المعاهدة: الله يكون مع شعبه، شرط أن يحفظ الشعب وصايا الله. ولختم المعاهدة قدّم هارون الكاهن ذبيحة حمل، ورشّ موسى دم الحمل على الهيكل الذي يمثّل الله وعلى الشعب، قائلاً للشعب: "هوذا دم العهد الذي عاهدكم به الربّ على هذه الأقوال" (الخروج 8:24)، أي على الوصايا العشر. وبواسطة...