التقرير الأسبوعي لبنك عوده: ارتفاع أسعار الأوروبوند اللبنانية بعد توقعات الفيدرالي الأميركي

بينما يواصل مجلس النواب درس مشروع موازنة العام 2019 ووسط توقعات للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض سعر الفائدة الأساسي، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تقلصاً في الهوامش في سوق سندات الأوروبوند، وزيادة في الأسعار في سوق الأسهم لأسباب مرتبطة بالشركات، كما تراجعت أحجام التحويلات لصالح العملات الأجنبية في سوق القطع، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، استعادت سوق سندات الأوروبوند اللبنانية بعض عافيتها هذا الأسبوع، إذ اتبعت المنحى التصاعدي للأسواق الناشئة بعد توقعات البنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي بخفض سعر الفائدة الأساسي لمرة واحدة في العام 2020. وهذا ما انعكس تراجعاً في متوسط المردود المثقل في سوق سندات الأوروبوند اللبنانية بمقدار 49 نقطة أساس إلى 10.26%. كذلك، تقلص هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات بمقدار 20 نقطة أساس إلى 885 نقطة أساس. وفي ما يخص سوق الأسهم، لقد كان اللافت هذا الأسبوع أداء أسهم "سوليدير أ وب" التي سجلت زيادات في أسعارها وصلت إلى 16% بعد أن كشفت الشركة عن سياسات الاحترازية خلال العام 2018 وعن مبيعات حققتها في النصف الأول من العام 2019. وهذا ما ساهم في ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 1.2% أسبوعياً، في حين ظلت احجام التداول خجولة. وعلى صعيد سوق القطع، خفّ الطلب على الدولار حيث آثر بعض المتعاملين المؤسساتيين تحويل وفوراتهم بالعملات الأجنبية لصالح الليرة لسداد الرسوم الضريبية المستحقة.

الأسواق

في سوق النقد: استهل معدل الفائدة من يوم إلى يوم الأسبوع بـ12% لكنه ما لبث أن تراجع ليقفل على 7% يوم الجمعة بعد ان أعاد صندوق الضمان الاجتماعي توظيف ودائعه لدى القطاع المصرفي وفي ظل تراجع أحجام التحويلات لصالح الدولار في سوق القطع ما جعل السيولة بالليرة أكثر وفرة في سوق النقد. في موازاة ذلك، سجلت الودائع المصرفية المقيمة تقلصاً قيمته 173 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 6 حزيران 2019 وفق آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان. ويأتي هذا التقلص نتيجة انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 186 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 142 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 44 مليار ليرة، في حين نمت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 13 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 8 مليون دولار). في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً أسبوعياً مقداره 146 مليار ليرة وسط نمو في حجم النقد المتداول بقيمة 448 مليار ليرة وتقلص في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 129 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 20 حزيران 2019، أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 5.85%) وفئة الثلاث سنوات (بمردود 7.50%) وفئة السبع سنوات (بمردود 9.0%). في موازاة ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 13 حزيران 2019 اكتتابات بقيمة 69 مليار ليرة، توزعت بين 5 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 5.30%) و11 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 6.50%) و53 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات (بمردود 8.0%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 45 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 24 مليار ليرة.

في سوق القطع: في حين استمرت التحويلات الصافية في سوق القطع لصالح العملات الأجنبية خلال هذا الأسبوع، إلا أنها من حيث الحجم كانت اقل بالمقارنة مع الأسبوع السابق نتيجة ظهور بعض الطلب على الليرة لسداد ضرائب الدخل للشركات. في هذا السياق، من المرجح أن يكون مصرف لبنان قد خفف من أحجام تدخله في سوق القطع كبائع للدولار. هذا وقد أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 حزيران 2019 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي تراجعت بقيمة 255 مليون دولار خلال النصف الأول من الشهر لتبلغ زهاء 36.3 مليار دولار في منتصف حزيران. عليه، تكون الموجودات الخارجية لدى المركزي قد راكمت تقلصات مجموعها 3.3 مليار دولار منذ بداية العام 2019 (من ضمنها سداد سندات وقسائم أوروبوند مستحقة بقيمة 2.1 مليار دولار وفق تصريحات مصرف لبنان).

في سوق الأسهم: سجلت بورصة بيروت ارتفاعاً أسبوعياً في الأسعار، كما يستدل من خلال نمو مؤشر الأسعار بنسبة 1.2% ليقفل على 75.0، مدعوماً بشكل أساسي بزيادات لافتة في أسعار أسهم سوليدير "أ" و"ب" بنسبة 16.0% و15.8% على التوالي لتقفل على 6.37 دولار و6.22 دولار على التوالي. وتأتي هذه الزيادات في أسعار أسهم "سوليدير" بعد أن صرّحت الشركة أن خسارتها الدفترية لعام 2018 جاءت "نتيجة السياسات الاحترازية المعتمدة وهي ناتجة بمعظمها عن مؤونات "دفترية" محتملة "محققة" أو "غير محققة" تماشياً مع متطلبات معايير البيانات المالية الدولية ومبدأ التحفظ"، كما كشفت أنها استطاعت خلال النصف الأول من العام 2019 تحقيق مبيعات تزيد عن 200 مليون دولار. كذلك، ارتفعت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 1.7% لتقفل على 1.23 دولار. فمن أصل 10 أسهم تم تداولها في بورصة بيروت هذا الأسبوع، ارتفعت أسعار 3 أسهم، بينما تراجعت أسعار 4 أسهم وظلت أسعار ثلاثة أسهم مستقرة. وعلى صعيد أحجام التداول، اقتصرت قيمة التداول الاسمية على 1.7 مليون دولار مقابل 2.5 مليون دولار في الأسبوع السابق ومتوسط أسبوعي بقيمة 4.3 مليون دولار منذ بداية العام 2019. وقد استحوذت أسهم "سوليدير" على 59.4% من النشاط، تلتها الأسهم المصرفية بنسبة 38.5% منه، فالأسهم الصناعية بنسبة 2.1% منه.

في سوق سندات الأوروبوند: سجلت سندات الأوروبوند اللبنانية تحسناً لافتاً في الأسعار هذا الأسبوع بالمقارنة مع الأسبوع السابق، متبعة المنحى التصاعدي لأسعار سندات الدين في الأسواق الناشئة (كما يستدل عليه من خلال تقلص JP Morgan EMBIG Z-spread بنحو 4% أسبوعياً)، بعد أن توقع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض سعر الفائدة الأساسي لمرة واحدة في العام 2020، وصرّح عن استعداده لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على نمو الاقتصاد الأميركي. في هذا السياق، سجل المتعاملون المؤسساتيون الأجانب عمليات شراء صافية هذا الأسبوع لسندات الأوروبوند اللبنانية والتي سجلت زيادات أسبوعية في أسعارها تراوحت بين 0.25 دولار و3.38 دولار. وهذا ما انعكس تراجعاً في متوسط المردود المثقل من 10.75% في نهاية الأسبوع السابق إلى 10.26% في نهاية هذا الأسبوع. كذلك، تقلص متوسطBid Z-spread المثقل من 922 نقطة أساس في نهاية الأسبوع السابق إلى 879 نقطة أساس في نهاية هذا الأسبوع وسط تراجع في المردود على سندات الخزينة الأميركية. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، تقلص هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات من 890-920 نقطة أساس في نهاية الأسبوع السابق إلى 870-900 نقطة أساس في نهاية هذا الأسبوع، في إشارة إلى تحسن نظرة الأسواق نسبياً إلى المخاطر السيادية بشكل عام.