الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مطرب كردي غنى للعروبة وجمال عبد الناصر!

حسام محمد
A+ A-

لا شك في أنّ بعض الصدف في حياة شخص ما، قد تكون بمثابة فرصة لقلبها رأساً على عقب، إذا ما استغلها كما ينبغي، وهو الأمر الذي جعل من شاب سوري من عائلة كردية في مدينة حماه، مطرباً دوّن اسمه التاريخ في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

حيث استغل الفنان ياسين محمود زيارة كان من المفروض أن تكون قصيرة للفنان عمر نقشبندي لمدينة حماه، والتي زارها لإحياء حفل عقد قران فيها، ليتخذ قراراً بتمديد الزيارة إلى أجل طويل، بعد إلحاح من أهل المدينة الذين أعجبوا بغنائه وفنّه، حيث أسس هناك مكتباً صغيراً لتعليم العزف على العود، وليكون ياسين أحد طلابه، ويصبح في ما بعد مرافقاً له في حفلاته التي يحييها بالغناء والعزف، لتبدأ انطلاقته الفعلية التي جعلت منه أهم رواد الأغنية الشعبية في سورية.

خطوات النجاح!

انتقل محمود مع عائلته الكردية إلى دمشق عام 1949 الأمر الذي منحه فرصة الغناء كمردد في إذاعة دمشق، إلى أن انتدب إلى إذاعة حلب عام 1950 واعتمد مطرباً في الإذاعات السورية، الأمر الذ فتح له أبواب تعلم أصول الغناء على يد أساتذة كبار كانوا في الإذاعات السورية حينها منهم الفنان مجدي العقيلي والموسيقار الفلسطيني يحيى السعودي.


أغان خاصة وانتشار في الوطن العربي!

لفت محمود الذي عرف بتأثره بالموسيقار محمد عبد الوهاب، واهتمامه بإحياء تراث مدينته حماه، كبار الملحنين والموسيقيين في سوريا والوطن العربي، إضافة إلى أنه قام بتليحن بعض أغانيه بنفسه، ليبدأ مرحلة جديدة، سافر بها إلى عدد كبير من البلدان العربية لإحياء حفلات فيها، إلى أن شارك في المهرجان العالمي للشباب الذي أقيم في موسكو عام 1957 وذلك إلى جانب عدد من الفنانين من بينهم أستاذه عمر النقشبندي.


الأغنية الوطنية

في الواقع عاصر ياسين محمود فترة مليئة بالأحداث السياسية على مستوى سوريا والوطن العربي الأمر الذي فتح له أبواب عالم الأغنية الوطنية حيث لحّن العديد من الأغاني الوطنية والتي منها مرحبا عيد الجلاء، قصيدة نحن الجلاء وبعث النضال، غابت شمس الاستعمار، وأرضك سورية وإلى السلاح.

عبد الناصر يا جمال!

واكب ياسين محمود أيضاً مرحلة الوحدة بين سوريا ومصر، ليكون أبرز من غنوا للوحدة ما بين عامي 1958-1961، حيث تغنى بالرئيس جمال عبد الناصر، بأغنية مطلعها: عبد الناصر يا جمال يا مقدام عروبتنا.


وقد لاقت هذه الأغنية النجاح لدرجة أنها كانت تبث يوميا تلك الفترة، والجديد بالذكر أن عبد الناصر زار مدينة حماه مسقط رأس ياسين محمود بفترة الوحدة عام 1959 ولقي استقبالاً حافلاً من اهاليها.

من جهة أخرى قدم محمود أغاني عديدة تغنت بالوحدة منها: بارك بارك، يا وحدتي الكبرى، جماهير الوحدة، وغيرها، ليصبح أحد أشهر رواد الأغنية الوطنية والأغنية التراثية في الوطن العربي في مسيرة انتهت عام 1989، عن عمر ناهز الـ 66 عاماً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم