أرشيف "النهار" - الاضافة اللبنانية الى الفكر الديني

نُعوّل كثيراً على الصيغة اللبنانية في ان تنعكس ايجاباً على الفكر الديني بما هي صيغة منفتحة على الحرية والكرامة الانسانية والعيش المشترك والتنوع في الوحدة، وبما هي فضاء فكري يهيئ المناخ المناسب للحوار والانفتاح على الآخر ومعالجة القضايا الروحية بتواضع وذوق وواقعية تتنافى والتكبر والتفاخر. ذلك ان المجتمع الاهلي اللبناني، على سلبيات كثيرة تعوقه، يبقى مجتمعاً غير منغلق، بل مجتمعاً منفتحاً على التبادل والتواصل، بعضه تجاه البعض الآخر، لا يضيق افقه ولا يتشرنق على ذاته، يخلق جماليته وعقلانيته المستنيرة بمواجهة الظلامية والجهل والتعصب المقيت، اذ الآخر، من حيث ندري او لا ندري، هو الوجه الثاني للأنا، مما يستدعي ادانة النبذ والاستبعاد والعنف في القول والفعل. في مثل هذا الفضاء الفكري الذي يمهد للحوار الفعّال، من الممكن ان تتاح الفرصة للانتقال من التقليد الحرفي في التأويل الديني الى العطاء الثري والابداع الفني، ومن التوجه الفئوي الطائفي والمذهبي الى رحاب التسامي والتعالي، ومن السلفية الضيقة الى رحابة العصر والانتساب اليه بحسّ تاريخي فيه نبض الزمن وايقاعه. ان هذا التوجه لا بد ان يكون محفوفاً بسمات الصيغة...