"50 دقيقة" على مسرح أبراج: السّجن خوفاً من المجتمع

تطلق المخرجة الشابة رنين كسرواني عملها الثاني مع الكاتبة سارة الزين في المسرحية الاجتماعية "50 دقيقة" في 21 و22 حزيران الجاري على مسرح أبراج. وهي مسرحية من نوع "مونودرما"، تعتمد على المسرح الرمزي الذي يوصل رسالة العمل من خلال الرموز. 

الفكرة الرئيسية التي طرحتها الزين مع بطلة العمل سالي فواز، تحاكي قصّة فتاة مسجونة بإرادتها وترفض الخروج من مقرّها. 

تقول كسرواني أنّ "هذه الحالة موجودة في المجتمع، وهي على أشكالٍ عدّة. خوف الفتاة من كلام الناس، الخوف من الخطأ، الإرغام على الزواج تفادياً لكلام الآخرين الذين يطرحون أسئلة كثيرة إنّ تأخّر: هل هي في علاقة سريّة؟ على تنوي الزواج "خطيفة"؟ إضافة إلى مخاوف الشابات من معلّمتهنّ في المدرسة، ومخاوف أخرى من الشيخوخة والوحدة".

موضوعات المسرحية لا تنحصر بالفتيات فحسب، بل تتوجّه إلى كلّ فئات المجتمع. "اذ نتطرّق إلى مشاكل الشباب الذين قد يواجهون مللاً في علاقاتهم وما يندرج ضمن اطار مشاكل المجتمع الذكوري، وأخرى حول الأمومة". 

ما السرّ في تسمية "50 دقيقة"؟ تحرص كسرواني على عدم كشف خبايا السّيناريو، مكتفيةً بالتأكيد على أنّه "خلال العرض توضح الصورة حول سبب التسمية، ونكتشف في نهايته مكان إقامتها المبهم من خلال الرموز. هي خمسون دقيقة مهمة في حياة البطلة، وفكرة خاصّة وجديدة على مسارح لبنان". 

المسرحية تحمل رسائل عدّة لكلّ أفراد المجتمع. "من منّا لا يعاني مشاكله الخاصّة؟"، تسأل كسرواني، مؤكّدةً على "ضرورة أن يبقى الأمل موجوداً مهما كانت الصعوبات والمشاكل التي نواجهها. أن نؤمن بالغد ونتطلع إليه بإيجابية، حتى لو خسرنا أحداً من عائلتنا"، مشيرةً إلى أنّ "المسرحية تلامس حياة الجميع، ومن الضروري ألّا نصغي دائماً إلى المجتمع، بل نختار مصائرنا بايدينا، ونرضي أنفسنا وليس الآخرين".

تتنقّل العروض بين عددٍ من المناطق اللبنانية: بيروت، صور، صيدا وبعقلين، إضافة إلى عرضٍ خاص في شحيم في عيد الأضحى، وعلى مسارح جامعات لبنانية عدّة خلال الصيف. وهي انتاج خاص لفريق العمل، اذ تشدّد كسرواني على عدم تلقي أي دعم ماديّ من أحد"، مؤكّدةً أنّ "الدعم الأساسي كان معنوياً من الكاتب مروان نجار الذي حضر التمارين وتواصل معنا مرات عدّة، إلى جانب أساتذة كلية الفنون في الجامعة اللبنانية الذين رافقونا منذ اطلاق الفكرة".