عن زعامة الموج وميليشيا الزّبَد

كدت أنسى أن الأطفال يحبون البحر. الأطفال الفقراء على وجه التحديد. أولئك الذين يلتقطون الصّدَفَ عن رمال الشطآن بمتعة المنقّبين عن غبار الذهب. الأطفال الذين يصنعون من الرمال ومياه البحر إسمنتاً ويبنون بيوتاً موقتة لأحلامهم تزيلها أول موجة قليلة التهذيب.أما الميسورون من الأطفال فيسبحون في أحواض مليئة بالمياه الحلوة والكلور. لا بحص ولا من يحزنون. تساعدهم على العوم الآمِن فوّاشات ملوّنة وفرشات مائية منفوخة بأشكالٍ لطيفة تحاكي زرافات وبطّات وتماسيح طريفة وظريفة. جدران أحواض سباحتهم مرصوفة بمربّعات زرقاء تلمع تحت الماء كموزاييك الكنائس البيزنطية.على أيامنا كنا نفوش على دواليب الكاوتشوك المستعمَلة. كان الأهل يوصوننا بتحديد مكان ركن شحاطات الإصبع البيضاء...