الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

من الشوف وروائع طبيعته إلى محميات أرزه...

نضال مجدلاني
من الشوف وروائع طبيعته إلى محميات أرزه...
من الشوف وروائع طبيعته إلى محميات أرزه...
A+ A-

يُعتبر قضاء الشوف بطبيعته الخلابة من أجمل مناطق لبنان، ويبدأ من شاطئ البحر المتوسط غرباً وصولاً إلى قمم جبل الباروك على ارتفاع 2000 متر، وعلى مساحة 495 كيلومتراً مربعاً، ضمن محافظة جبل لبنان.

جماله هذا الجبل يعود إلى غنى المنطقة بطبيعتها المتنوعة وامتداد جبالها المصانة من أي تشوه كيفما توجهت. فأهلها المحافظون على التراث والعادات والتقاليد وكرم الضيافة، مدركون أيضاً أهمية الحفاظ على أرضهم وخَضارها وبيئتها وتنوعها البيولوجي ومحيطها الحيوي ليصبحوا مثلاً يقتدى. كلما توجهنا صعوداً، وكلما مشينا جبال المنطقة ووديانها، تعجز الكلمات عن وصف روائع أنهارها وشلالاتها ونباتاتها وأشجارها وأرزها الشامخ المعمِّر لأكثر من ألفي عام، والشاهد على تاريخ المنطقة، الذي يغنيها أيضاً بالإرث الحضاري والمعماري والثقافي.

بالعودة إلى أرزها، فهو يقع ضمن محميّة أرز الشوف الطبيعية التي تعتبر من أكبر المحميات في لبنان، وآخر امتداد للأرز جنوباً. وقد أُنشئت المحمية عام 1996 وصُنّفت من قبل منظمة الأونيسكو كمحمية محيط حيوي عام 2005 وتضم معها 22 قرية، 70% منها في قضاءَي الشوف وعاليه، والباقي امتداداً نحو البقاع الغربي. وهي مقسّمة إلى ثلاث غابات أرز رئيسية: الباروك، معاصر الشوف، وعين زحلتا- بمهريه، وتمثّل ربع ما تبقّى من غابات الأرز في لبنان، وكل غابة لها ميزتها الخاصة وطبيعتها الاستثنائية في أي فصل كان، وفي أي وقت، كما يظهر ذلك من خلال اللقطات المصوّرة، بعد المشي في متعرجاتها ووديانها والتخييم فيها مرات لا تحصى في هذه السنة، آخرها كنا خيّمنا فيها منذ أسبوعين، واكتشفنا في جولاتنا مختلف أرجائها الخلابة. غابة أرز معاصر الشوف (7 هكتارات) تضمّ أقدم أشجار الأرز، وفيها طرق سير عدة تختلف بالصعوبة والمسافة، وكنت قد انطلقت منها إلى محمية أرز الباروك. كما أن قرية معاصر الشوف من أجمل القرى ذات الطابع التقليدي. أما غابة أرز الباروك (40 هكتاراً) فتضمّ بحيرة اصطناعية ومساحات شاسعة وطرق مسير عدة، منها السهل أيضاً، وكنت قد مشيناها snowshoe منذ بضعة أشهر والتقينا بمجموعات كبيرة قاصدة الاستجمام والنشاط الرياضي.

غابة أرز عين زحلتا - بمهريه (110 هكتارات) كنا زرناها مرات عدة، آخرها منذ أسبوعين حيث التقينا بعدد لا يستهان به من السياح الأوروبيين. ولديها طرق مسير عدة، أكثرها صعوداً، ولكن ليست بشاقّة، كما أنه في الإمكان ركوب حافلة للوصول إلى أعلى نقاطها والاستمتاع بمناظرها الخلابة.

جمال هذه المنطقة لا يقتصر على أوقات النهار، فهي جارة القمر ومقصد محبّي السهر تحت النجوم، والنهوض على زقزقة العصافير مع "قرصة برد ولو بعزّ الصيف". ويبقى الأمل في أن تصان طبيعتنا في كل أرجاء الوطن، وتنتشر أرزتنا على كل قمم جبالنا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم