الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

القطارُ الذي لن تصعدَهُ سيهرسُ أحلامكَ

نادر القاسم
القطارُ الذي لن تصعدَهُ سيهرسُ أحلامكَ
القطارُ الذي لن تصعدَهُ سيهرسُ أحلامكَ
A+ A-

رواية طويلة الأجزاء

القطارُ الذي لن تصعدَهُ

سيهرسُ أحلامكَ

هذا الكلامُ

كانت تقولهُ امرأةٌ مسنةٌ لشابٍ

في المحطةِ

بعد لحظاتٍ أتى القطارُ

صعدَ الشابُ

بينما بقيت المرأةُ وحيدةً على المقعدِ

لوّحَ لها من خلفِ الزجاجِ

بينما هي تتكلمُ مع فتاةٍ

وصلتْ للتو بالقربِ منّها

يقولُ لهُ أحدُهم بعد أن أخبرَهُ

ما جرى بينهما من حوارٍ

إنَّ هذه المرأة الكبيرةَ في السنِ

هي كاتبةُ رواياتٍ هنا في هذهِ المدينة

وهي منذُ أكثر من ثلاثين عاماً

تأتي إلى المحطةِ

كي تقصَّ على الناسِ فصولاً من رواياتها

أنت الآن دخلتَ في أحدِ فصولِها

وما قالتهُ لكَ

ستجدهُ منشوراً يوما ما

في رواية طويلة الأجزاء

وهي تحملُ عنواناً

"من يصعد القطارَ

لن تُهرسَ أحلامه".

ميلانو

ليست مدينة في الجنوبِ الإيطالي

ولاتطلُّ على البحرِ الأبيض

وليست فريق كرةَ قدمٍ

يخسرُ غالباً أمامَ الكتيبةِ الكتالونية

هي مقهى

تصعدُ إليه في الطابقِ الأول

وليس كغيره

تدخلهُ

ثم

تختفي

كشبحٍ خلفَ الزجاجِ

هو مقهى في شارعٍ حلبيٍّ عريقْ،

حاضرٌ كاسبريسو

وشايٌ أحمرَ مثلُ ليال

وعالمٌ من الزهوراتِ

مثلُ غاباتِ شفافة

هو تركي ورامي ونور

هو أنوثةٌ تنبعثُ من تفاصيل المكان

هو همسُ الزواية

وحوارٌ ساخنٌ فوق الطاولاتِ

وهو دخانٌ فوق الروادِ لكأنّه أحلامهم

وقد خرجتْ من رؤوسهم

بخفةٍ

ثم

تتلاشى

كموتٍ

بطيءٍ

في

الهواءْ.

اقرأ للشاعر أيضاً: سأنامُ بسرعةٍ مثل حربٍ خاطفةٍ

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم