الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

برتران بونيللو لـ"النهار": أعدتُ الزومبي إلى أصله

المصدر: "النهار"
Bookmark
برتران بونيللو لـ"النهار": أعدتُ الزومبي إلى أصله
برتران بونيللو لـ"النهار": أعدتُ الزومبي إلى أصله
A+ A-
لبرتران بونيللو القدرة الرهيبة على التلوّن من فيلم إلى آخر والتماهي مع الظروف. جديده، "طفلة زومبي"، الذي عُرض في مهرجان كانّ الأخير (١٤ - ٢٥ أيار) تكريس لكلّ ما أنجزه إلى اليوم، لكنه أيضاً قفزة غير متوقّعة في إتجاه جديد. من خلال حكايتين متوازيتين، واحدة تدور في هايتي الستينات وأخرى في فرنسا الحالية، يقترح بونيللو قراءة حيّة وعصرية ومشاكسة لأحداث وفصول تاريخية ومعتقدات تربط قارة بأخرى، وتقرّب الموت من الحياة، مع مقدار غير قليل من الصوفية والميثولوجيا يجتاز النصّ من أقصاه إلى أقصاه.استوحى بونيللو قصّة الفيلم من حكاية كليرفيوس نارسيس (ماكنسون بيجو)، رجل عادي من هايتي تحوّل في العام ١٩٦٢ إلى زومبي، قبل استعباده في حقول قصب السكر (عاد إلى الحياة في العام ١٩٨٠). هذه الحكاية يضعها الفيلم في مواجهة حكاية أخرى متخيلة بالكامل، تبتعد مكاناً وزمناً عن الحكاية الأولى (باريس في زمننا الحالي)، فنتعقّب فاني (لويز لابيك)، الطالبة في مدرسة سان دوني الداخلية للبنات، وهي ضحيّة عشق ليس في متناول اليد. لفاني رفيقة صفّ (مليسّا - ويسلاندا لويما) أصلها من هايتي، وقد مات والداها في الزلزال الذي ضرب هايتي في العام ٢٠١١. فاني تمارس طقوس الفودو وتتواصل مع الأموات. ذات مرة، ستكشف لرفيقاتها السرّ الذي يلف عائلتها. الأشياء التي يصوّرها الفيلم داخل جدران المدرسة معقّدة ومبهمة.سؤال قارئ هذا المقال في هذه اللحظة: كيف تلتقي الحكايتان؟ في هذا نعتمد على البراعة والحسّ والحرفة لدى بونيللو الذي يحملنا إلى رحلة غريبة حيث الفانتازيا تلتقي الواقع الفجّ. يحفر "طفلة زومبي"طريقاً له بين باريس وهايتي، بين نوع من الموسيقى، شبابي وآخر كلاسيكي، بين فيلم الزومبي الطليعي وفيلم المراهقات الاستهلاكية، بين العبودية ونابوليون، وعلى المُشاهد ان يجد روابط بين هذا كله، فلا شيء يأتيه على طبق من ذهب. هذا هو النمط الذي يعتمده بونيللو في عمله، وقد يجده بعضهم عبثياً ونرجسياً ومتعباً ومتفذلكاً، الا ان الانفعال لا بد ان يضع يده علينا في الخاتمة، حدّ ان العقلنة والفهم يصبحان من الأمور الثانوية. بإنتاج محدود التكلفة وتوزيع أدوار تغيب فيه الوجوه المعروفة، يقدّم بونيللو فيلماً يغوي ويفاجئ ويعطي كلّ مُشاهد ما يستحقّه قياساً بنيّته، والأهم انه يعيد فيلم الزومبي إلى أصله وفصله، بعيداً من توظيفاته الهوليوودية التي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم