"عرب نت" يجمع وزراء وذوي خبرات لبناء الدولة الرقمية

افتُتحت فعاليات النسخة العاشرة من مؤتمر "عرب نت" في بيروت، والذي يجمع ذوي الخبرات والشباب في مجال التكنولوجيا ومختلف القطاعات الإبداعية، برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون وبالتعاون مع مصرف لبنان، وبمشاركة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الاتصالات محمد شقير، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

جمع المؤتمر ما يزيد على 4000 شخص من كبار المسؤولين الحكوميين والديبلوماسيين وصنّاع القرار والمبتكرين والمستثمرين، الذين حضروا للتواصل وتبادل الأفكار حول الابتكارات الرقمية وريادة الأعمال التي تشكل دوافع رئيسية للتنمية الاقتصادية المستقبلية في لبنان.

بداية، تحدّث مؤسس شركة "عرب نت" ومديرها عمر كريستيديس قائلاً إنه فخور "بما تمكنت عرب نت من تحقيقه خلال السنوات العشر الماضية، إذ ساعدت في بناء صناعة التكنولوجيا وإرساء البيئة اللازمة للشركات الناشئة". وفي حديث الى "النهار" قال: "تمكنّا اليوم من مضاعفة حجم المؤتمر في بيروت وجذب اهتمام أكثر من 4000 مشارك، والأهم هو الوجود الإقليمي والعالمي في المؤتمر، الى المشاركة الرفيعة من الحكومة اللبنانية".

وألقى الحريري كلمة في الافتتاح، أثنى فيها على "أهمية انعقاد المؤتمر السنوي، وأهمية تطوير مهارات شبابنا بهدف تنمية لبنان".

من جهته قال شقير: "إن لبنان، بما لديه من كفايات شبابية وتحفيزات للشركات الناشئة، يستطيع ان يتقدم بسرعة على هذا المسار مع توفير البنية التحتية المتطورة"، مؤكدا أنّ "الفايبر أوبتيك ستغطي كامل الأراضي اللبنانية خلال سنتين".

أما سلامة، فتحدث عن هدف مصرف لبنان من تنظيم شركات التكنولوجيا المالية (fintech) والإشراف عليها، من خلال فرض ترخيصها من المصرف المركزي، وقال: "من المتوقع تشغيل منصة التداول الجديدة نهاية العام".

وعلى هامش المؤتمر، كان لـ"النهار" لقاء مع المدير العام لـ"أوجيرو" عماد كريدية، الذي تحدّث عن رسالة "أوجيرو" في هذا المؤتمر "والتي تتمحور حول مركزها الرئيسي في عملية التحول الرقمي والتواصل وشبكة الألياف الضوئية في لبنان". وقال: "أوجيرو هي اللاعب الأساسي والمسؤولة عن البنى التحتية التي تحتاج اليها الشركات والمشاريع الجديدة التي تقوم الآن".

وأضاف: "مشروعنا الذي بدأنا العمل عليه في الأشهر التسعة الماضية لبناء بنية تحتية ترتكز على الألياف الضوئية وعلى شبكة لاسلكية حديثة تستخدم الجيلين الرابع والخامس من الاتصالات مستمر، ومن المقرر تنفيذه بالكامل على كل الأراضي اللبنانية في غضون السنوات الثلاث المقبلة".

وخلال المؤتمر، أقيمت جلسة وزارية بعنوان "خارطة الطريق للاقتصاد الرقمي في لبنان" ناقشت خطة الحكومة لتطوير مختلف عوامل التمكين للرقمنة، بدءاً من البنية التحتية والهوية الرقمية، إلى القوانين والحوافز التجارية. وأعلنت وزيرة الداخلية ريا الحسن خلال الجلسة أنه "خلال الأشهر الثلاثة المقبلة سيُصبح في إمكان المواطنين الحصول على إخراج قيد من أي منطقة، وليس بالضرورة من مسقطهم".

وأعلنت وزيرة الدولة للتنمية الإدارية مي شدياق "أننا سنشهد تباعاً تطويراً في خطة التحول الرقمي حتى تشرين الأول 2019".

من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني: "بمجرد ان يكون لدينا حكومة إلكترونية فإن اقتصادنا سيتطور بشكل أفضل وسيتمتع المواطنون بحياة أسهل".

وبعد الجلسة، انقسم برنامج المؤتمر إلى منتديين رئيسيين: منتدى LaunchPad الذي ناقش كيف يمكن المغتربين أن يؤدوا دوراً في إعادة فرص التكنولوجيا إلى لبنان. وجمع بعضًا من أكثر المغتربين اللبنانيين إلهامًا، الذين تحدثوا عن رحلتهم للعمل في الخارج، مع تسليط الضوء على مزايا لبنان وفرصه كمركز تقني إقليمي.

ثم عقدت حلقة نقاش بعنوان "بيروت: عاصمة المستقبل" تحدَث فيها المشاركون عن أهمية وجود علماء مختصين بعلم البيانات لكونه العلم الذي نتجه نحوه في المستقبل القريب. وأشار المتحدثون الى ان "بيروت مركز للإنتاج والفن والتصدير، ومن المهم ان تبداً هذه المدينة المميزة بعملية التحول الرقمي، حيث ان العالم الرقمي وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي هي أبرز الاتجاهات المرتقبة". أما منتدى Finverse فقد جمع خبراء بارزين في مجال التكنولوجيا المالية، تحدثوا عن الاتجاهات الحديثة والابتكارات في مجال التقنية المالي، واغتنام الفرص للتضمين المالي، والابتكار المصرفي والرقمنة في لبنان.

وتضمن المؤتمر أيضًا معرضاً للشركات الناشئة ضم 100 شركة من لبنان وخارجه لعرض آخر ما توصلت إليه، كما تضمن عددًا من المبادرات الديناميكية لدعم رواد الأعمال، بما في ذلك "الأكاديمية"، وهي عبارة عن ورش عمل حول ريادة الأعمال والتسويق والتجارة الإلكترونية.

وسيستمر "عرب نت" ليوم ثان في منطقة "بيال سي سايد أرينا"، وسيتم الإعلان عن أفضل الشركات الناشئة الفائزة من المنطقة وتتويجها كأبطال "عرب نت" من الشركات الناشئة.