الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

العالم بوصفه رميماً

علاء زريفة
العالم بوصفه رميماً
العالم بوصفه رميماً
A+ A-

العالم الذي يبدو مستبداً

كإشارةِ المرور

يختال واقفاً

بألوانه الراقصة

إلى جانب الطريق

بين حلمي،

وموتي المؤجَّل.

أحمر

مثل قبعة الشرطي

التي تخفي أرنباً

داخلَ رأسهِ

أصفر

مثل ورق القلب المتمّرد

ضدّ النسيان.

أخضر

مثل عصا تشقُّ البحر

منبهةً إياي:

أمام... سرْ.

***

العالم الذي يبدو تافهاً

كخرقةٍ باليةٍ

يفوحُ منها

شحمُ الآلاتِ المروضة

باسم الله

سوائلُ الأمعاء البشرية المطحونة

بدقيق الحاجة

أنفاس الهلام السعيد

لناجٍ

كَفَّ عن كونه

ضحيةً حية

تمنحني كل يوم

وجه نقائها الملوث

لأمسحَ

بكفّي القاتل

حذائيَ الضال.

***

العالم الذي يبدو ضحلاً

كمستنقع الفناءْ

يحرك ماءَ المرآة

في الماءْ

أسماكه القمامة

لأرى أنفي

طويلاً، طويلاً

وأمتدح ظلّيَ الخشبي

المُرسل

إلى الضفة الأخرى

بلا بريدِ سماء

يُشهر فكيه

يبلعني

ويُجهز على عنقي

بناب العادة.

***

العالم الذي يبدو فأراً

كمعقب المعاملاتْ

يلتهم نخاع الكتب

يشتري الأختامَ

يُدجِّن الناموس

يلفِّق التهم بأحكام الطوارئ

يقودني إلى مسلخ الحياة

يُجردني من نفسي

يضعني بين سوط الجلاّد

وآمرِ الشرعيّة

شاهدَ زورٍ

على قران السفاحِ

من المجدلية.

***

العالم الذي يبدو جارفاً

كنهرٍ أبدي

يغتصب الساقية

يورثني طيش جيناته

يكبّر في أذني

يسميني

يسجلني شهيداً

في المحكمة المدنية

على ذمة أحد الانبياءْ

يكشف عورتي

على الملأ

يضع روحي في زجاجة

ويقذف بي

في البحر.

***

العالم الذي يبدو متحللاً

كَكَفن عارٍ

يركُلُه

الملائكة، والدعاة، والملوك، والكهّان، والنسّاك، والقضاة، والقوّادون، والحرّاس

أعناقُ العبيدِ الخاوية بطونهم

ليسيروا الصِراطَ

ليَغرُز الشعراء

ذوي الرقاب العارية

مخالبهم اللينة

في لحم الموت

راقصين

على أديم العالم

بوصفه

رميماً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم