الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كانوا "معزولين وضعفاء" في سوريا... 12 طفلاً من عائلات جهاديّين وصلوا إلى باريس

المصدر: "أ ف ب"
كانوا "معزولين وضعفاء" في سوريا... 12 طفلاً من عائلات جهاديّين وصلوا إلى باريس
كانوا "معزولين وضعفاء" في سوريا... 12 طفلاً من عائلات جهاديّين وصلوا إلى باريس
A+ A-

وصل 12 يتيما ولدوا لعائلات جهاديين فرنسيين، وآخران هولنديان سيتم تسليمهما إلى بلادهما، الى باريس اليوم، آتين من #سوريا، حيث كانوا يقيمون في مخيمات، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، بعد ساعات على إعلان الإدارة الذاتية الكردية في سوريا تسليمهم.

وأوضحت الوزارة في بيان أن الأطفال- وهم المجموعة الثانية من الأطفال الذين أعيدوا من سوريا إلى فرنسا منذ آذار 2019- كانوا "معزولين وضعفاء"، مشيرة الى أن بعضهم مرضى أو يعانون سوء التغذية.

وتم تسليم الطفلين الهولنديين الى ممثلين لبلادهما في باريس، وفقا للمصدر ذاته.

ويشكل آلاف المواطنين الأجانب من جهاديين وأفراد عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها، وأحد أبرز التحديات التي تواجهها، منذ إعلان القضاء على "الخلافة" التي كان أقامها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، في آذار الماضي.

وحصلت سلسلة عمليات تسليم من هذا النوع الى عدد من الدول، لكنها تبقى محدودة بالمقارنة بالأعداد الضخمة لأفراد عائلات الجهاديين الذين يقطنون في مخيمات مكتظة في شمال سوريا وشمال شرقها. ورغم ذلك، تُعد تلك العمليات خطوة إيجابية مع إصرار الأكراد على مطالبة الدول المعنية باستعادة مواطنيها، وسط تلكؤ تلك الدول، لا سيما الأوروبية منها.

وكان الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر أعلن، على حسابه على "تويتر"، تسليم الأطفال الـ12، "بناء على طلب الحكومة الفرنسية"، إلى وفد من وزارة الخارجية الفرنسية في بلدة عين عيسى في شمال سوريا، مشيرا الى أنه تمّ أيضاً تسليم طفلين هولنديين.

وأوضح مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية فضّل عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس"، أن بين الأطفال الفرنسيين أفرادا من عائلة واحدة، وأن أكبرهم يبلغ  10 اعوام.

وتسلمت إدارة حماية الطفل في فرنسا الأطفال. وسيتم بداية إخضاعهم لفحص طبي، قبل تسليمهم إلى مكتب الخدمات الاجتماعية، وفقا للخارجية الفرنسية، مشيرة إلى أنه تمّ نقل الطفلين الهولنديين أيضاً في طائرة عسكرية فرنسية، قبل تسليمهما إلى ممثلين لبلدهما كانوا في انتظارهما في باريس.

في نهاية الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن نحو 450 فرنسياً محتجزون لدى الأكراد، أو يقبعون في مخيمات النزوح في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية عمادها وحدات حماية الشعب الكردية.

وترفض فرنسا ودول أخرى استعادة مواطنيها من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" المعتقلين لدى الأكراد، وأفراد عائلاتهم الموجودين في المخيمات.

إلا أن باريس التي تواجه ضغوطاً من الرأي العام لحل الملف، أعلنت أنها ستكتفي على الأرجح بإعادة الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. واستعادت في آذار، للمرة الأولى، خمسة أطفال يتامى.

ومن الممكن أن تجري عملية تسليم ثالثة أخرى في حال كان هناك أطفال آخرون تنطبق عليهم المعايير ذاتها، وفقا للخارجية الفرنسية.

واعتبرت المحامية سامية مكتوف، الموكلة عن عائلات فرنسية لديها أطفال في سوريا، أن عملية التسليم الأخيرة "خطوة مهمة جداً"، إذا أخذت في الاعتبار "سلامة هؤلاء الأطفال، وأنهم كانوا معرضين لخطر الموت".

وأعربت محامية أخرى عن رفضها لهذه العمليات التي تتم عبر درس كل ملف على حدة، معربة عن قلقها إزاء مصير "أكثر من 200 طفل فرنسي" لا يزالون يقبعون في مخيمات النزوح.

وكان الأطفال الفرنسيون الـ12 موزعين بين مخيمي الهول وروج في محافظة الحسكة، فيما كان الطفلان الهولنديان يقطنان في مخيم عين عيسى.

وتؤوي مخيّمات عدة واقعة في مناطق سيطرة الأكراد في سوريا، وأبرزها مخيم الهول، 12 ألف أجنبي، هم 4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم تخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.

ويُشكّل قاطنو تلك المخيمات عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية.

وقد تسلمت دول قليلة أفرادا من عائلات الجهاديين، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، بأعداد كبيرة، بينما تسلّمت أخرى أعدادا محدودة، بينها السودان والنروج والولايات المتحدة.

وتسلمت النروج بداية الشهر الحالي خمسة أطفال من يتامى عائلات عناصر كانوا في عداد تنظيم "الدولة الإسلامية". كذلك، أعلنت الإدارة الذاتية الأربعاء تسليم امرأتين أميركيتين و6 أطفال الى الولايات المتحدة.

وبدأت الإدارة الذاتية إعادة النازحين السوريين من قاطني مخيم الهول الذي يؤوي 74 ألف شخص، بينهم 30 ألف سوري، إلى المناطق التي يتحدرون منها.

وخرج في 3 حزيران الجاري 800 امرأة وطفل من مخيم الهول إلى منطقتي الرقة والطبقة، بضمان من وجهاء العشائر في هذه المناطق، وذلك في إطار مساعي الإدارة الذاتية الى إخراج جميع السوريين من المخيم، وبينهم مناصرون لتنظيم "الدولة الإسلامية" وآخرون نازحون ممن تركوا منازلهم هرباً من المعارك.

ويعاني المخيم نقصا كبيرا في الخدمات، ويعيش قاطنوه في أوضاع مأسوية.

وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف، في سجون المقاتلين الأكراد.

ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات أرضية لانتعاش التنظيم المتطرف الذي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء عليه في 23 آذار الماضي، إثر سيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه في شرق البلاد. لكن لا تزال خلاياه النائمة تشكل تهديداً للمنطقة.

في العراق المجاور، تجري محاكمة جهاديين أجانب تمّ نقلهم من سوريا.

وقد صدرت أخيرا أحكام بالإعدام بحق 11 فرنسياً بتهمة الانتماء الى تنظيم "الدولة الإسلامية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم