الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هند اقتحمت مهنة النجارة... لتربية أبنائها الأربعة (صور)

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
هند اقتحمت مهنة النجارة... لتربية أبنائها الأربعة (صور)
هند اقتحمت مهنة النجارة... لتربية أبنائها الأربعة (صور)
A+ A-

لم تتوقف الحياة بعد وفاة زوجها... قرّرت الاعتماد على نفسها في كسب قوت يومها لتربية أبنائها الأربعة، واختارت مهنة النجارة في حي الأعصر بدمياط... إنها الأربعينية هند الشربيني الشهيرة بـ"أم حسن" التي التقتها "النهار" لتتعرف إلى قصة كفاحها.

تقول هند (٤٦ عاماً): "تُوفّي زوجي قبل سبعة أعوام، وكان يعمل نجاراً وكانت شقتي أعلى ورشته، وعندما كان يذهب للعمل، وبعد أن ينصرف العمال كنت أقف في الشباك لمشاهدته وهو يعمل، وبعد وفاته لم يكن لنا مصدر دخل غيره، ولأنه كانت لديّ خبرة بتصنيع القطع الخشبية الصغيرة بمقاسات وأشكال معينة، حيث علمني زوجي هذه الحرفة عندما كان يعمل بها، قرّرت أن أبدأ مشروعاً صغيراً خاصاً بي للإنفاق على أبنائي الأربعة، ولكن لم يكن لديّ مال كافٍ لبدء المشروع، فاستأجرت شقة وحوّلتها إلى ورشة، وحاولت الحصول على قرض لشراء العدّة اللازمة، لكنني فشلت، كما حاولت الحصول على شقة من محافظة دمياط حتى أتجنّب صعوبات التنقل من مكان إلى آخر وأتفادى الارتفاع الباهظ في ثمن إيجارات الشقق، لكنني لم أتمكّن من ذلك أيضاً، ولم أستسلم للظروف الصعبة وبعت كل ما أملك من ذهب وسيارتي الخاصة واشتريت بثمنها المعدات التي أحتاج إليها

من ماكينات المنشار والتجميع والتقطيع، وافتتحت ورشة صغيرة لـ"الدوسر" (القطع الصغيرة من الخشب بمقاسات وأشكال محددة)".

"لديّ خبرة كافية بالنجارة والأخشاب، والفضل في ذلك يرجع الى زوجي رحمه الله الذي كان حريصاً على تعليمي أصول المهنة، بحجة أنه لا يعلم ماذا يحدث في المستقبل، كما كنت أساعده في تقطيع الأخشاب على المنشار الكهربائي، وقد أفادني ذلك في اكتساب خبرة لا بأس بها، كما كان زوجي يجعلني أعمل على ماكينة المنشار لمساعدته في نشر الأخشاب التي يعمل عليها "الصنايعية" بينما هو يجمع الأثاث، وكانت هذه المهمة هي الأصعب".

وتضيف: "أفادتني هذه الصنعة في تربية أبنائي الأربعة والإنفاق عليهم، وهم: إسلام (٢٦ عاماً)، وحسن (٢٥ عاماً)، ومنار (١٩ عاماً)، ومريم (١٤ عاماً)، وبفضل الله اكتسبت شهرة كبيرة في المنطقة التي أُقيم فيها، ويُقبل عليّ العديد من الزبائن من داخل المحافظة وخارجها، حيث أعمل في هذه المهنة منذ ١٥ عاماً، ويعرفني كل تجار الخشب باسم أم حسن، وتتطلب هذه الصنعة أن أكون يقظة وهادئة وغير متوترة لأنها خطيرة بعض الشيء".

"أعمل ١٢ ساعة في اليوم من السابعة والنصف صباحاً الى العاشرة والنصف مساء، ويساعدني ابناي إسلام وحسن في النجارة، أما ابنتي منار فعلمتها العمل على ماكينة تقطيع الخشب، وعادة ما تمر عملية تصنيع "الدوسر" بأربع مراحل هي: النشر بمنشار والبراية والتقطيع وأخيراً التعبئة والتجميع، لإنتاج "دوسر" في النهاية بمقاسات ١٠ و١٢ و١٤ سم، وعادة ما تستخدم هذه "الدوسر" في ديكورات غرف النوم والمدخل والسفرة، أما "الدوسر" ذات المقاسات الصغيرة فتستخدم في الستائر، كما أن كميات كبيرة منها تصدّر للخارج، و"الدوسرة"، أو كما تسمّى "كاويلة" تستخدم في ربط الأخشاب بعضها ببعض مثل المسمار".

"عانيت نظرات البعض لي عندما كنت أذهب الى السوق لشراء الأخشاب اللازمة، لكنني لم أهتم بذلك، بل كنت أزداد إصراراً على مواصلة عملي والتركيز في هدفي، وهو تربية أبنائي، وقد تمكنت من تزويج اثنين منهما، وأواصل الطريق لتأدية رسالتي بكل حب ورضى، ولا تهمني نظرات الآخرين ما دمت أعمل بمهنة شريفة ولا أتلقى أموالاً من أحد".







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم