الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"إيه في أمل"... وظائف "بالجُملة" وتفعيل دور "الوطنيّة للاستخدام"

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
"إيه في أمل"... وظائف "بالجُملة" وتفعيل دور "الوطنيّة للاستخدام"
"إيه في أمل"... وظائف "بالجُملة" وتفعيل دور "الوطنيّة للاستخدام"
A+ A-

"أبحث عن عمل، لا لشيءٍ، إنّما كي أشعر أنّني عضوٌ فاعلٌ في المجتمع، قُل في مجتمعي، في عائلتي وبين أصدقائي... أريد أن أعمل لأنّني أخجل من طلب المال من أهلي وأنا طالبٌ جامعي في الحادية والعشرين من عمري"... لعلّ محمد، الطالب في الجامعة اللبنانيّة - كليّة الآداب، ليس الوحيد بين أبناء جيله الذي يسعى إلى اقتناص ظرفٍ سانحٍ وإيجاد فرصة عمل تلبّي حاجيّاته التي أصبحت اليوم بديهيّة، أساسيّة وبسيطة بطبيعة الحال، لكنّه بصرخته هذه يعبّر عمّا تعيشه شريحة لا يُستهان بها من الشباب اللبناني. ففي لبنان تكثر الشعارات ذات القوافي الأخّاذة والتي ترمي إلى دعم الشباب وتفعيل دورهم في المجتمع وخلق فرص العمل الكافية لهم، وسرعان ما تذهب أدراج الرّياح، وكأنّي بها سرابٌ واهٍ أو وظلّ غيمة عابرة. ولطالما سمع اللبناني بـ"المؤسّسة الوطنية للاستخدام" التابعة لوزارة العمل، والتي تستقبل السِّير الذاتيّة للشباب وتعمل على ترتيبها وفرزها لإيجاد المكان المناسب للشخص المناسب. لكنّ هذه المنشودة غائبة اليوم، أو مُغيَّبة، عن الساحة، ومع أنّها لعبت دوراً رياديّاً فيما مضى، غدت اليوم نسياً منسيّاً، لا حول لها ولا قوّة. وفي غمرة الأنباء والأحاديث عن عودة فاعلة للمؤسّسة، جاء كلام رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري لـ"النهار" ليؤكّد صحّة الخبر بالقول: "الوطنية للاستخدام بحاجة إلى تفعيل، فهي بمثابة مدير الموارد البشريّة للقطاعات الإنتاجية في لبنان، ومع تعيين مدير عام جديد كفوء ومتحمّس للعمل، سوف تعود فاعلةً ورائدة كما في السّابق".

كبارقة أملٍ، انتشر أمس الأوّل مقطع صوتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحضّ الشباب اللبنانيين، لا سيّما المعنيّين بمجال الفندقيّة وما يتفرّع عنها، على تحضير سيرهم الذاتيّة (CVs) بأسرع وقت، وإرسالها إلى موقع اتحاد نقابات موظفي وعمال الفنادق والمطاعم والتغذية واللهو في لبنان. بين مكذّبٍ ومصدّق، تبيّن لنا لاحقاً أنّ الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين هو من نشر الرسالة الصوتيّة عبر "واتساب"، الذي استحال نشر الاخبار من خلاله كاستعار نارٍ في هشيمٍ. وكبارقة أمل أخرى، عُقد يوم أمس الاجتماع الأول لنقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري تمّ خلاله وضع خطّة عمل ومناقشة دراسة وخارطة طريق كاملة وشاملة، ستُعرض على وزير العمل كميل أبو سليمان الأسبوع المقبل.

في الرّسالة الصّوتيّة المباغِتة، تحذير بشأن التّغاضي عن تقديم طلبات العمل والسّير الذّاتيّة، فهي موجّهة إلى اللبنانيّين أوّلاً، وإذا لم يتجاوب الشباب اللبناني مع العروض المقترحة، سيُصار إلى السماح لأرباب العمل باستخدام عمّال أجانب. وهذا ما يؤكّد عليه الرّامي، إذ يرى أنّ الهدف من المبادرة هذه هو إيجاد فرص عمل، وتنظيم العمالة الأجنبيّة في القطاعات الإنتاجية اللبنانيّة. سؤالٌ يُطرح إذاً: "لماذا لم تُعرض على اللبناني فرص العمل هذه من قبل؟ أوليست نقابة أصحاب المطاعم على تواصل دائم مع المعاهد والجامعات التي تُخرّج دفعاتٍ بمصيرٍ مجهولٍ؟ يؤكّد الرامي أنّ "النّقابة على اتصال دائم مع كلّية العلوم الفندقيّة في جامعة "الحكمة"، قسم السياحة وإدارة الفنادق في جامعة البلمند والجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، ومع "فندقيّة لوزان" في سويسرا (Ecole hôtelière de Lausanne)"، ويرى أنّ "هذا لا يكفي، بل يجب توسيع نطاق العمل النّقابي ليطال بذلك المعهد الفني الفندقي ومعهد الكفاءات، ونجتمع على طاولة مستديرة حول الوطنية للاستخدام".

جوانب مبادرة "اتحاد نقابات موظفي وعمال الفنادق والمطاعم والتغذية واللهو في لبنان" ونطاق عملها واضحان: الخطة الأساسية ترتكز على توجيه الشباب نحو مزاولة العمل المهني. ويشير الرّامي إلى أنّه: "يجب على مديرية التعليم المهني أن تخرّج شباباً كفوئين ومتميّزين، يتدرّبون في المطاعم والفنادق، إذ إنّ هذه الاختصاصات تحتاج، بالإضافة إلى الدروس النظريّة، إلى تطبيق".

يشدّد النقيب على ضرورة التّنسيق في ما بين النّقابات العماليّة لإيجاد فرص عمل لأكثر عدد ممكن من الشباب، وعلى شموليّة خطّة الوزير أبو سليمان التي ستتعدّى قطاع السياحة والخدمات لتطال القطاعات الاقتصاديّة الأخرى، الزراعة الصناعة والاقتصاد... ويُشير إلى أنّ المطبخ اللّبناني هو سفير لبنان إلى العالم، لذلك يجب دعمه دون أن تكتفي الخطّة بالسّياحة فقط، فهي تسعى إلى تنظيم العمالة الأجنبية في لبنان ككل، لا في مطاعم وفنادق لبنان فحسب.

بعد كلّ ما مرّ به الشّباب اللبناني من خيبات أمل وأزمات ماليّة، وأمام غلاء المعيشة وتبعاته، لا بد من إيجاد حلٍّ يضمن لهم عيشة لائقة وراحة مادّية. هذا وقد سئم الكلّ من الوعود الفارغة والعهود الواهية... نعم، الشّباب يريدون حلّاً... جذريّاً! وبانتظار نتائج المشروع هذا وما سيؤول إليه، ستبقى الآمال معلّقة على تفعيل دور المؤسسة الوطنيّة للاستخدام، والتي من شأنها مكافحة البطالة إلى حدٍّ بعيد، فعملها هو الضّمانة الوحيدة لاستقرار حال الشّباب وتأمين لقمة عيشهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم