الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إلى ناديا تويني... عرفتكِ شعراً

تحسين شرارة
إلى ناديا تويني... عرفتكِ شعراً
إلى ناديا تويني... عرفتكِ شعراً
A+ A-

إلى روح الشاعرة ناديا تويني

عرفتكِ ليس كما تُعرف الفاتنات

وليس كما تعرف الخوخةُ النّاضجة

وليس كما تعرف الوردةُ النّاضرة

أو النّجمةُ الزاهرة

وليس كما يُستطابُ العسل

وترشفُ، أو تستلذُّ القُبَل

وليس كما تشدَهُ المغرِياتُ المُقَل.

عرفتكِ منذ تنفّسَ فيك الهوى

سلامٌ عليه الهوى

وألهب فيك فتوناً، وأغرى شجوناً

ومن مقلتيكِ ارتوى

***

عرفتكِ حرفاً أنارَ أنارَ، وحتى احترق

كلاماً يطرِّزُ بالملهمات الورق

لتبعث في الأنفس المظلماتِ وفي الأضلع الداجيات الألق.

عرفتكِ شعراً

وشمعةَ قلبٍ تذوب تذوب،

وتنشر سحراً

وحبّاً وفكراً

وعطراً وزهراً

***

عرفتكِ بالوحي يُوحى كما تُدرَك الآلهة

وبالشعر يلتقط الفكرةَ التائهة

ويخلق منها، يؤنق منها،

عوالمَ شعر

مجامرَ فكر

مشارقَ سحر

ونشواتِ سُكر

***

أقول عرفتكِ،

لا، بل شربتكِ مثلَ امتصاص الورد لعطر الندى

ونشراً من العبق المنتشي بالضياءِ

يعطِّر منكِ المدى

وجرساً، سلافاً على الشّعر يتلى صلاة

تناغم في شفة وردة يتمنّى الصدى...

يعود ليهوي عليها

ويحيا، ليبقى لديها

يرتّل يشدو،

يقول: اسمعوني، أنا شعرُها

أنا ذوبُ أسمى وأبهى حياة

***

تعبتِ؟... أسائل ماذا؟ أسائل من؟

أتتعب من نَضرةٍ يا فنن؟

وتتعب من نغمٍ يا هزار؟

تعبتِ؟

وهل ناء جفنٌ بعينٍ تنادى عليه الضباب؟

وهل تتعب الخمر من نمنمات الحباب؟

وهل يتعب الحبُّ، سبحانه، من فتون الشباب؟

وإن فرشت وردةٌ ظلَّها

ورشّت على الكون من عطرها

فعل يتعبنَّ الهوا والتراب؟...

أيتعب من أن تكوني إلهاً سخيَّ العطايا إله؟...

أعيذك من تعب المتعبين

من ضيعة التائهين

ومن عمرك المخملي... هل تقاس المنى بالسنين؟

المجموعة الشعرية الكاملة، المجلّد الثاني، وطن ورجال وغربة

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم