الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من هي نور النساء عنايت خان الجاسوسة التي لا تُهزم؟

جاد محيدلي
من هي  نور النساء عنايت خان الجاسوسة التي لا تُهزم؟
من هي نور النساء عنايت خان الجاسوسة التي لا تُهزم؟
A+ A-

وُصفت بالشجاعة ولقبوها بالبطلة. هي الأميرة الهندية المسلمة، نور النساء عنايت خان، التي قد تظهر صورتها على أكبر عملة ورقية في البلاد من فئة خمسين جنيهاً استرلينياً عام 2020 تكريماً لها. عملت الأميرة التي ترعرعت في بريطانيا وفرنسا، في صفوف قوات النخبة في مجال الجاسوسية لصالح بريطانيا خلال الحرب العالمية، كمشغلة للراديو اللاسلكي عام 1942. وكانت أول امرأة تقوم بتلك المهمة في فترة احتلال ألمانيا النازية لفرنسا. ترعرعت في كنف والدها الموسيقي الصوفي، وعُرف عن جدها الأكبر، السلطان تيبو، رفضه الخضوع للحكم البريطاني وقاد معارك ضد الاحتلال، فقُتل في إحداها عام 1799. انتهى الأمر بأسرة نور النساء، الهروب إلى موسكو في روسيا حيث وُلدت نور، في الأول من كانون الثاني عام 1914 لأب هندي وأم أميركية. نتقلت العائلة بعد اندلاع الثورة الشعبية في روسيا في مطلع الحرب العالمية الأولى للعيش في بريطانيا، ثم انتقلوا إلى فرنسا عام 1920 وبعدها تحولت الى جاسوسة.

نشرت عام 1939 كتابها "عشرون حكاية من جاتاكا"، تحدثت فيه عن الملامح الأساسية لعقيدتها ورؤيتها التي تمحورت حول استعدادها للنضال في سبيل السلام لكل البشر حتى لو كلف ذلك حياتها. وبحثت في تراث الأنبياء والثقافات الدينية للكشف عن المشترك وحلّ العوائق التي قد تعترض طريق التواصل بين المعتقدات. كما بحثت في تاريخ الأدب الأوروبي والقصائد الملحمية في العصور الوسطى وكتبت مقالات وقصص عن الأساطير الروسية والبولونية والأساطير اليونانية، وقصص عن المسيحية. وعشية الحرب العالمية الثانية عام 1939، تلقت دورات في التمريض وعملت لدى الصليب الأحمر الفرنسي. وبعد استسلام الحكومة الفرنسية لألمانيا النازية هربت برفقة والدتها وشقيقتها إلى بريطانيا بواسطة قارب.

وصلت إلى المملكة المتحدة تحت اسم نور بكر هرباً من النازيين، وانضمت إلى سلاح الجو كمشغل لاسلكي. ولاحقاً إلى فرقة النخبة عام 1942. سافرت إلى فرنسا كجاسوسة لصالح بريطانيا تحت اسم مادلين وعملت في خلايا المقاومة في فرنسا التي كانت تسمى "بروسبر". ورغم انتشار خبر اختراق جاسوس نازي لاحقاً لهذه الخلايا، إلا أنها رفضت العودة إلى بريطانيا مخاطرة بحياتها. ورغم تصفية العديد من الجواسيس الذين كانوا معها في الشبكة من قبل الشرطة الألمانية السرية، غيستابو، إلا أنها لم تصغِ إلى أوامر القيادة في انجلترا بالعودة إلى الوطن، بل عملت بمفردها في إدارة شبكة كاملة من العملاء في جميع أنحاء باريس لثلاثة أشهر أخرى، غيرت خلال تلك الفترة اسمها ومظهرها مرات عديدة.

وفي النهاية، تعرضت للخيانة بعد أن وشت بها امرأة فرنسية، وأرسلت إلى سجن انفرادي في ألمانيا. ورغم تعرضها لكافة أنواع التعذيب لمدة 10 أشهر متواصلة، ظلت صامدة ولم تكشف عن الأسرار التي كانت تعرفها. ووصفها وقتها النازيون بـ"الخطيرة للغاية". وبعد نقل نور عنايت وثلاثة من العملاء الذين عملوا معها عام 1944، إلى معسكر الاعتقال "داخاو" جنوبي ألمانيا، أطلق عليها ومن معها النار لتكون نهايتها في 13 أيلول من العام نفسه. وكتبت العديد من القصص والأفلام السينمائية عن قصتها وقيل عنها أنها الأميرة الجاسوسة التي أظهرت صلابة داخلية ومقاومة وشجاعة لا مثيل لها أثناء اعتقالها رغم نشأتها في بيئة مسالمة ومتسامحة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم