الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تيريزا ماي تستقيل من رئاسة حزب المحافظين وتترك بريكست إلى خلفها

المصدر: "أ ف ب"
تيريزا ماي تستقيل من رئاسة حزب المحافظين وتترك بريكست إلى خلفها
تيريزا ماي تستقيل من رئاسة حزب المحافظين وتترك بريكست إلى خلفها
A+ A-

تغادر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا #ماي، اليوم، رئاسة الحزب المحافظ معلنةً بذلك بدء السباق لخلافتها الذي سيُحدّد من سيتولى المهمة الشاقة بالنجاح حيث فشلت ماي: تنفيذ #بريكست.

وكانت ماي البالغة 62 عاماً، عُيّنت على رأس الحكومة البريطانية في تموز 2016، بعد وقت قصير من تصويت البريطانيين بنسبة 52 في المئة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 23 حزيران من العام نفسه.

وكان يترتب عليها إذاً قطع علاقات عمرها أكثر من أربعين عاماً مع الاتحاد الأوروبي لكن أيضاً جمع البريطانيين خلف رؤية موحّدة لبريكست قابلة إلى سدّ الفجوة بين مناصري ومعارضي هذا الانفصال التاريخي، وهو الأول في الاتحاد. إلا أنّها لم تتمكن من كسب التحدي.

ورفض النواب البريطانيون ثلاث مرات اتفاق بريكست الذي تم التفاوض بشأنه على مدى أشهر مع بروكسيل والذي يُفترض أن ينظم خروجاً سلساً من الاتحاد، ما اعتُبر هزائم مهينة لرئيسة الوزراء.

بعد تقديم استقالتها من منصب رئاسة الحزب المحافظ، الذي لن ينظّم أي حدث رسمي اليوم، ستبقى ماي في مهامها حتى تعيين حزب المحافظين خلفاً لها بحلول أواخر تموز/يوليو. وفي المملكة المتحدة، يتولى منصب رئاسة الوزراء، رئيس الحزب الذي يملك أكثرية في البرلمان.

وأوضح المتحدث باسم ماي، أمس الخميس، أنّ خلال الأسابيع القادمة، ستواصل ماي "العمل من أجل شعب هذا البلد. أما في ما يخصّ بريكست، فقد أشارت ماي إلى أنّ لن يترتب عليها هي الدفع بهذه الآلية إلى الأمام، لكن سيكون على خلفها القيام بذلك".

وبعد أن نفدت وسائلها لتجنّب خروج من دون اتفاق، الأمر الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية، أُرغمت ماي على إرجاء موعد بريكست إلى 31 تشرين الثاني المقبل بعد أن كان مقرراً في الأصل في 29 آذار الماضي.

وعاقب البريطانيون حزب المحافظين على هذا التأخير في تنفيذ بريكست في صناديق الاقتراع، إذ إنه حلّ في المركز الخامس في الانتخابات الأوروبية التي أجريت في 23 أيار الماضي.

وماي التي أضعفها بريكست فضلاً عن المؤامرات والانتقادات التي تعرضت بها في صلب حزبها المنقسم بشدة حيال هذه المسألة، أعلنت في 24 أيار استقالتها في خطاب ألقته أمام 10 داونينغ ستريت.

وبدا التأثر على ماي فأسرعت إلى أنّهاء خطابها والدخول إلى مكتبها محاولة إخفاء دموعها.

ستترك تيريزا ماي إذاً إلى رئيس الحكومة البريطانية المقبل مهمة إعادة بريكست إلى السكة، سواء عبر إعادة التفاوض بشأن اتفاق جديد مع بروكسيل، أو عبر اختيار الخروج من دون اتفاق، وهما سيناريوهان مطروحان في خضمّ السباق لخلافتها.

ومن بين المرشحين الـ11 لخلافة ماي، يبدو الأوفر حظاً النائب المحافظ بوريس جونسون الذي شغل منصب رئيس بلدية #لندن ووزير الخارجية في السباق وهو قائد معسكر مؤيدي بريكست.

ويحظى جونسون البالغ 54 عاماً، بتقدير كبير من جانب الناشطين في قاعدة حزب المحافظين وهو سياسي محنّك وجذاب، يثير في المقابل ردود فعل أكثر تبايناً من جهة النواب المحافظين الذين يُفترض أن يختاروا مرشحين اثنين ليقرر الناشطون بعدها من سيتولى منصب رئاسة الحزب.

وتوجه مساء الثلاثاء إلى نواب في الحزب محذّراً من أن المحافظين مهددون بـ"الزوال" في حال لم يتم تنفيذ بريكست في 31 تشرين الأول المقبل.

ويُقدم جونسون على أنه حصن ضد صعود الشعبوي نايجل فاراج الذي حلّ حزب بريكست الذي يتزعمه والذي تم تأسيسيه قبل بضعة أشهر، في الصدارة في الانتخابات الأوروبية وبات يطمح إلى إنهاء الثنائية الحزبية التي تسود في الحياة السياسية البريطانية بين المحافظين والمعارضة العمالية.

ويرتقب أن يتحلى هذا الحزب المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي بالصبر لتحقيق هذا الهدف: وفي حين أنه كانت لديها فرصة الفوز بمقعده الأول في برلمان ويستمينستر في الانتخابات التشريعية الفرعية التي أجريت الخميس في بيتربورو في شرق بريطانيا، إلا أن مرشحه حصل على حوالى 29 في المئة من الأصوات وحلّ في المرتبة الثانية بعد مرشح حزب العمال (نحو 31 في المئة) الذي تمكن بذلك من الحفاظ على مقعده. وحصد حزب المحافظين على 21 في المئة من الأصوات وحلّ في المرتبة الثالثة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم