الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - الديبلوماسية السرية وعملية السلام

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - الديبلوماسية السرية وعملية السلام
أرشيف "النهار" - الديبلوماسية السرية وعملية السلام
A+ A-
السرية سمة من سمات الديبلوماسية واحدى قواعدها . لا بل ان الديبلوماسية ، في طبيعتها ونهجها ، تؤثر السرية على العلنية . بمعنى انه ليس كل ما يجري التفاوض في شأنه ، او التداول في خصوصه ديبلوماسيا يعلن او وجب الكشف عنه . حتى ان كل ما يعلن ليس بالضرورة ان يعكس الحقيقة ، وان عبر في بعض المرات عن طيف منها . والديبلوماسي او المفاوض حريص دائما على الحفاظ على سرية اتصالاته ، بمقدار ما هو مؤتمن على اسرارها ، ائمان الدولة على اسرارها وأمنها والحرص على السرية هنا مرادف ايضا للنجاح ، او لانجاح ما يدور في كواليس القاعات المقفلة وعلى طاولاتها . وهذا الحرص يترجمه الديبلوماسي عند استساغة عباراته المقتضبة ، " المرمزة" و " المشفرة" التي لا يستدل منها شيء في بعض الاحيان انما في كثير منها تأتي غنية ب " الرسائل " و " الاشارات" الضمنية والمقصودة ، ذات الأبعاد والمدلولات وكأنها استمرار للمفاوضات بادوات اخرى . وما تعجز عنه الديبلوماسية العلنية تنجزه الديبلوماسية السرية . ولعل ما يعنينا هنا هو هذا السجال الديبلوماسي القائم والمستمر الى حد التنازع ، بين اسرائيل وبعض الاطراف العربية ، في ما يتعلق باطار التفاوض الديبلوماسي بينهما ، كمدخل للتوصل الى تسوية للنزاع . 1 - المؤتمر الدولي والديبلومسية العلنية شكل المؤتمر الدولي كاطار لتسوية النزاع العربي - الاسرائيلية منذ حربي العام 1967 و 1973 نقطة تقاسم مشتركة اميركية - سوفياتية - عربية ، وسط تحفظ اسرائيلي ضمني وعلني تجاهه . اكثر من ذلك ، بدا ان هناك تفاهما سوفياتيا - عربيا حيال انعقاد هذا المؤتمر في وقت اخذت تقابله محاولات تنصل اميركية - اسرائيلية منه . مع الاشارة الى ان عقد هذا المؤتمر ظهر وكأنه من مستلزمات الوفاق الدولي ايام النظام الدولي السابق . وقد ظهر هذا التنصل عبر تكثيف الاميركيين مبادراتهم الديبلوماسية ومكوكياتهم لتسوية هذا النزاع بمفردهم ، او من طرف واحد ، بمعزل عن الاطراف الاخرى ، وفي مقدمهم الاتحاد السوفياتي السابق . هذا في وقت اعرب الاسرائيليون علنا عن رغبتهم في الدخول في مفاوضات مباشرة مع الاطراف العربية ، من منطلق السلم المنفرد معها ، وليس على اساس الحل الكامل والشامل الذي نادى به المؤتمر الدولي. هذ المؤتمر الذي كان يعني رعاية اميركية - سوفياتية ، اضافة الى مشاركة الامم المتحدة واطراف دولية اخرى ، هدف فعلا ، الى قطع الطريق على عملية الاستفراد التي قد تتعرض لها مسيرة السلام ، من جهات دولية او اقليمية لمصلحتها . وقد ادركت الاطراف العربية ، عموما ان المؤتمر الدولي قادر على تصحيح الخلل في موازين السلام طالما ان الحروب عجزت عن تصحيح الموازين العسكرية وقادر على احداث قوة ضغط دولية في وجه اسرائيل تستطيع اعادة الاعتبار الى قرارات الامم المتحدة ، في هذا الصدد ، واولها تطبيق القرار 242 الذي ينص على مقايضة الارض بالسلام . في المقابل ، ادركت اسرئيل ان المؤتمر الدولي يتعارض ومفهومها للسلام مع الدول العربية واسراتيجيته . وهي سعت الى الاستفادة من الثغرة القائمة في القرار 242 وتحديدا نصه الانكليزي الذي يقول بانسحاب من " اراض عربية " ( المحتلة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم