الإدارة الكرديّة في سوريا: وفد نروجي تسلّم 5 أطفال يتامى لعائلات جهاديّين
سلّمت اليوم الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق #سوريا خمسة أطفال يتامى من عائلات تنظيم "الدولة الإسلامية" الى النروج، على ما أعلن متحدث باسمها في بيان.
وقال المتحدث الرسمي باسم دائرة العلاقات الخارجية كمال عاكف في بيان: "بناءً على طلب من مملكة النروج (...) تم اليوم في مقر دائرة العلاقات الخارجية في بلدة عين عيسى (شمالا) تسليم خمس أطفال يتامى نروجيين من عوائل تنظيم داعش الارهابي إلى وفد من وزارة الخارجية النروجية".
وأضاف أن العملية تمت "وفقا لوثيقة تسليم رسمية وقعها الجانبان، ذلك لإخراج هؤلاء الاطفال من بيئة الشدة والتطرف الى أجواء صحية يتم فيها إعادة تأهيلهم ودمجهم بمجتمعاتهم الاساسية".
من جهتها، اكتفت متحدثة باسم وزارة الخارجية النروجية بتأكيد حصول لقاء مع الإدارة الكردية في سوريا. وقالت إنغريد إيكير لـ"فرانس برس" إنه تم البحث في الوضع الإنساني في شمال شرق سوريا، مشيرة الى أن "السلطات النروجية تحاول منذ فترة طويلة التوصل إلى حل في ما يتعلق بالأطفال اليتامى".
وتؤوي مخيّمات شمال شرق سوريا 12 ألف أجنبي، هم 4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم، وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.
ويُشكّل هؤلاء عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية بتسلّم مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات الجهاديين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وأخرى بأعداد محدودة، مثل السودان وفرنسا والولايات المتحدة.
وجرت آخر عملية تسليم الأسبوع الماضي باستعادة أوزبكستان 148 طفلاً وإمرأة من عائلات عناصر التنظيم.
وترفض دول أخرى إعادة مواطنيها، مثل فرنسا التي أعلنت أنها ستعيد على الأرجح الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. وكانت استعادت في آذار، للمرة الأولى، خمسة أطفال يتامى.
وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف، في سجون المقاتلين الأكراد.
ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم، بعدما أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء على "خلافته" في 23 آذار بسيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد.
ومع تلكؤ الدول المعنية في تسلّم رعاياها الجهاديين، طالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم في سوريا.
وإضافة إلى الأجانب من عائلات التنظيم، تؤوي مخيمات النزوح عشرات آلاف السوريين والعراقيين، وأبرزها مخيم الهول الذي يقيم فيه 74 ألف شخص، بينهم 30 ألف سوري، ويستضيف خصوصا عوائل الجهاديين من أجانب وغيرهم.
وفي مبادرة هي الأولى من نوعها، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأحد أنّ نحو 800 امرأة وطفل سيغادرون المخيّم "بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر" في المنطقة، وبينهم أفراد من عوائل جهاديين وآخرون مدنيون فروا من المعارك.