الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لمريض السرطان: هكذا تحمي نفسك من قصور القلب الناتج من العلاجات السرطانية

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
لمريض السرطان: هكذا تحمي نفسك من قصور القلب الناتج من العلاجات السرطانية
لمريض السرطان: هكذا تحمي نفسك من قصور القلب الناتج من العلاجات السرطانية
A+ A-

يكثر الحديث أخيراً عن السرطان، هذا الخبيث الذي أصبح موجوداً في كل منزل، والذي لا يفرق بين كبير أو صغير. لكن هذا السرطان الذي فرض حالة تأهب وتحرياً مضنياً لإيجاد علاج له، ليس وحده ما يقلق الأطباء. نعلم جيداً أن للأدوية مضاعفات وآثاراً جانبية، نسمع عنها كثيراً ونهتمّ لأمرها قليلاً، ربما لأنها مستبعدة أو لا نتوقع أن تحدث معنا. ولكن ماذا لو كانت هذه العلاجات والأدوية التي تحارب السرطان تحمل مضاعفات جانبية تؤثر على صحتنا؟ ماذا نعرف عن تأثير بعض العلاجات السرطانية على صحة المريض وقلبه؟ ماذا يقول الطب وبماذا ينصح؟

نعلم أن ضعف القلب ناجم عن أسباب عديدة بعضها بات معروفاً وبعضها اكتشفناه أخيراً ومن بينها العلاج الكيميائي.

يستهل الأستاذ المشارك في الطبّ السريري لمرض قصور عضلة القلب وزرع القلب الدكتور هادي سكوري حديثه لـ"النهار" بالتعريف عن القلب "هو عبارة عن عضلة متخصصة تضخ الدم المشبّع بالأوكسيجين على أنحاء الجسم، وعندما يكون القلب ضعيفاً نعني بذلك أنه غير قادر على ضخ الكمية الكافية من الدم على الأعضاء.

تتعدد أسباب قصور القلب وأعراضه الذي تشمل:

* ضيق التنفس أثناء المشي أو صعود السلالم أو أثناء النوم

* تورّم القدمين خصوصاً في منطقة الكاحل

* زيادة في الوزن

* دقات قلب متسارعة

* انتفاخاً في البطن

* تعباً وإرهاقاً

أما عن الأسباب يشرح سكوري قائلاً: "تتعدد أسباب قصور القلب والتي قد نُلخص أهمها: تصلّب الشرايين او الشرايين التاجية التي تُغذي عضلة القلب، ارتفاع ضغط الدم او ضغط مزمن، سكري مزمن، تشوهات خلقية في عضلة القلب، مشاكل في صمامات القلب متل تنفيس او تسكير في الصمامات، التهابات بكتيرية او فيروسية قد تُسبب ضعفاً في القلب أو التهاباً في عضلة القلب ( Myocarditis)، عدم انتظام كهرباء القلب، إدمان الكحول او المخدرات المسؤولة عن إضعاف القلب، ومؤخراً تبيّن لنا تأثير العلاج الكيميائي على القلب وقصوره.

يهمنا اليوم التوقف عند تأثير العلاج الكيميائي على القلب، فكما يقتل هذا العلاج الخلايا السرطانية يحمل أيضاً مضاعفات جانبية ومنها ضعف عضلة القلب.

نعلم أن الأمراض السرطانية تحض الأطباء والباحثين والمتخصصين في علم الأورام على البحث في علاجات جديدة ومتطورة لزيادة نسبة الشفاء ومدة الحياة عند المريض. وفي هذا الصدد، لمسنا حقيقة المضاعفات الناجمة عن هذه العلاجات الكيميائية، في الماضي كان العلاج الشعاعي ونوع واحد من العلاج الكيميائي يؤثران على عضلة القلب وإضعافها، لكن مع الوقت إكتشفنا ان بعض العلاجات الجديدة قد تحمل مضاعفات جانبية تؤثر على عضلة القلب.

لكن كيف؟ هذه العلاجات التي تهدف الى قتل الخلايا السرطانية وتدميرها بإمكانها أيضاً ان تدمر خلايا القلب، لكن تبيّن أن هناك تأثيرات جانبية أخرى لهذه العلاجات وأهمها :ارتفاع الضغط، تخثر بالشرايين تُسبب جلطات في الأوردة أو الشرايين، إبطاء كهرباء القلب أو عدم انتظامها.

تؤثر علاجات سرطان الثدي على أنواعها بشكل كبير على عضلة القلب، علماً أن نسبة الشفاء من هذا النوع من السرطان مرتفعة مقارنة بأنواع أخرى حيث تشفى المريضة من السرطان لكن قد يصبح سبب وفاتها القلب.

وبرأي سكوري أنه "أظهرت الدراسات أن النساء الناجيات من السرطان وبعد مرور 10 سنوات تقريباً، قد يتوفين من مشاكل في القلب وليس من معاودة السرطان. لذلك كثر الحديث في السنوات الماضية عن مشاكل القلب التي سببها الأمراض السرطانية وإنشاء عيادات متخصصة واختصاصيين لمتابعة هذه الحالات (cardio oncologist specialist) الذي يهدف إلى تقييم المريض قبل البدء بالعلاجات. ولكن الأهم من ذلك، يجب أن يكون الطبيب المعالج للسرطان على تنسيق وتعاون مع اختصاصي في الأمراض القلب والشرايين حتى يتلقى المريض العلاج الأفضل له بأقل ضرر ممكن.

وبناءً عليه، إذا كان على المريض أن يخضع للعلاج الكيميائي وهو معرّض أو لديه مشاكل في القلب أو الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، أن يستشير طبيب القلب ليتلقى العلاجات الوقائية للقلب قبل البدء بالعلاج الكيميائي لتفادي قصور القلب.

ويشير سكوري الى أن "إصابة المريض في قصور القلب يفرض علينا إيقاف العلاج الكيميائي للمريض وبالتالي التقليل من نسبة الشفاء والاهتمام بمعالجة قلبه. ولتفادي الوصول الى هذه المرحلة، على المريض الخضوع الى الفحوص والصورة الصوتية لتقييم وضعه والتي تكشف لنا صحة قلبه. لذلك نسعى جاهدين الى إعطاء المريض العلاج الوقائي للقلب بموازاة العلاج الكيميائي، وبهذه الطريقة نكون قد شفينا المريض من السرطان وحمينا قلبه من خطر الإصابة بضعف القلب".

ويدعو سكوري في ختام حديثه "كل مريض خضع أو يخضع لعلاجات السرطان ولديه مشاكل في الضغط أو السكري أو مدخن ويشعر بأعراض ضعف القلب (المذكورة أعلاه) استشارة طبيب القلب للتأكد من صحة قلبه وطبيبه المعالج لمعرفة ما مدى تأثير الأدوية التي يتناولها على عضلة القلب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم