الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السعودية تحظى بدعم "لا محدود" من القمة الإسلامية

السعودية تحظى بدعم "لا محدود" من القمة الإسلامية
السعودية تحظى بدعم "لا محدود" من القمة الإسلامية
A+ A-

استبق زعماء الدول الإسلاميّة في قمّة مكّة المكرّمة السبت، الخطّة الأميركيّة المرتقبة للسّلام، بتأكيد رفضهم حلولاً لا تضمن إقامة دولة فلسطينيّة عاصمتها القدس الشرقيّة، فيما حصلت المملكة العربية السعودية على دعم "لا محدود" عقب الهجمات الأخيرة، دونما اشارة إلى مسؤوليّة إيران عنها.

سعت المملكة العربية السعوديّة إلى حشد تأييد الدول الإسلاميّة ضدّ إيران في قمّة منظمة التعاون الإسلامي الـ14 والتي غاب عنها الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان، محذّرةً من أنّ أمن إمدادات النفط في المنطقة بات في خطر بعد هذه الهجمات.

إلّا أنّ مسألة الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على مدينة القدس المتنازع عليها، طغَت على البيان الختامي للقمّة التي أكّدت أيضًا رفضها اعتراف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية.

ونددت القمّة في بيانها بـ"نقل سفارتَي كُلّ من الولايات المتحدة الأميركيّة وغواتيمالا إلى مدينة القدس"، وحضّت "جميع الدول الأعضاء في منظّمة التعاون الإسلامي على مقاطعة تلك البلدان التي قامت بالفعل بافتتاح بعثات ديبلوماسيّة في مدينة القدس". كما حضتها على "وقف أيّ نوع من العلاقات والتبادلات التجارية والزيارات معها، سواء كانت فعاليّات سياسية أو ثقافية أو رياضية أو فنية مشتركة، إلى حين تراجعها عن ذلك".

والعلاقات وطيدة بين الولايات المتحدة وغالبيّة الدول الإسلامية، وهو ما يثير شكوكاً في إمكان استجابة هذه الدعوة.

وكان ترامب أعلن اعتراف إدارته بالقدس المتنازع عليها عاصمةَ لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية اليها، وأوقف مساعدات بمئات ملايين الدولارات كانت تُقدّم للفلسطينيين.

وشدّد زعماء الدول الإسلاميّة على أنّ "أيّ مقترح يُقدَّم من أيّ طرف كان" لا يتبنّى "الحقوق الفلسطينية" و"لا يتّسق مع المرجعيّات الدولية المتّفق عليها والتي تقوم عليها عمليّة السلام في الشرق الأوسط، مرفوض"، داعين إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلّتها بعد عام 1967 والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وجاءت مواقف الدول الإسلاميّة قبل كشف خطّة سلام أميركيّة وصفت بأنها "صفقة القرن".

ويُتوقّع أن تطرح الولايات المتحدة الجوانب الاقتصاديّة لخطة السلام هذه، خلال مؤتمر في البحرين في 25 حزيران و26 منه. وأعلن المسؤولون الفلسطينيون مقاطعتهم المؤتمر.

وبالنسبة إلى الجولان السوري، أكّد المجتمعون في مكّة رفض وإدانة "القرار الأميركي الخاص بضمّ الجولان للأراضي الإسرائيلية، واعتباره غير شرعي ولاغياً ولا يترتّب عليه أي أثر قانوني".

وأعلن الرئيس الأميركي في 21 آذار اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلّتها إسرائيل عام 1967، وهو قرار يتعارض مع المسار الذي انتهجته واشنطن منذ عقود في هذا المجال.

والقمّة الـ14 لمنظّمة التعاون الإسلامي التي تضمّ 57 دولة، هي ثالث اجتماع على مستوى زعماء الدول استضافته مكّة بعد قمّتَين خليجيّة وعربيّة ليل الخميس- الجمعة حصلت خلالهما المملكة دعمًا في مواجهتها المفتوحة مع جارتها الشيعيّة.

وحمّلت واشنطن إيران مسؤوليّة اعتداء على سفن قبالة الإمارات الشهر الماضي بينها ثلاث ناقلات نفط سعودية ونروجية، بينما اتّهمت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، طهران بإصدار أوامر الى المتمرّدين اليمنيّين لمهاجمة محطتَّي ضخ للنفط غرب الرياض.

وأعرب الزعماء في القمة الإسلاميّة في بيانهم الذي وزعته وكالة الأنباء السعودية "و ا س" عن "تضامنهم" مع الرياض ودعمهم "اللامحدود لجميع الإجراءات التي تتّخذها لحماية أمنها القومي وإمدادات النفط"، منددين بالحوادث الأخيرة، إنّما من دون ذكر إيران.

وانعقدت هذه القمم الثلاث في خضمّ توتّرات بين إيران والولايات المتحدة. وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكريّة إلى الخليج لمواجهة "التهديدات الإيرانية".

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران سريعاً منذ إعلان الرئيس الأميركي في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وحديثاً بعدَ تشديد العقوبات الأميركيّة على قطاع النفط الإيراني بداية أيّار.

وتتّهم السعودية وحلفاؤها، ولا سيّما منها الإمارات العربيّة المتحدة ومصر والبحرين، إيران بتدريب وتمويل مجموعات مسلّحة في اليمن (الحوثيون) والبحرين، والعراق، ولبنان وسوريا (حزب الله).

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح القمّة الإسلامية إنّ "الأعمال الإرهابيّة التخريبيّة لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج فقط، وإنّما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم"، مضيفاً أنّها تُشكّل "تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحريّة والأمن الإقليمي والدولي".

وانعقدت القمّة التي تلتئم كلّ ثلاث سنوات، في غياب الرئيس التركي ونظيره الإيراني حسن روحاني.

وتعود آخر زيارة قام بها إردوغان للسعوديّة إلى عام 2017. واتّهم الرئيس التركي مسؤولين سعوديّين مراراً العام الماضي بالتورّط في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصليّة بلاده باسطنبول في تشرين الأوّل 2018.

وإردوغان حليف رئيسي لقطر التي تتعرّض لمقاطعة سعوديّة. كما أنّ بلاده تُقيم علاقات مهمّة مع إيران، الخصم اللدود للرياض في المنطقة.

وللمرّة الأولى منذ قطع العلاقات القطريّة - السعوديّة في حزيران 2017، زار رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، السعودية وحضَرَ القمم الثلاث ممثلاً بلاده بدعوة من الملك سلمان.

من جهة أخرى، ندّدت القمّة بظاهرة "الإسلاموفوبيا، باعتبارها شكلاً معاصراً من أشكال العنصرية والتمييز الديني، ما انفكّت تتنامى في أنحاء كثيرة من العالم". وشجّع المجتمعون "الأمم المتّحدة وغيرها من المنظّمات الدوليّة والإقليميّة على اعتماد 15 آذار يوماً دولياً لمناهضة الإسلاموفوبيا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم